بقلم :قيس المعاضيدي
..................................................................................
لكل حادث يكمن وراءه حقائق تتعلق بأسبابه ونتائجه ،فلو أخرجت تلك الحقائق، لكان الأمر أسهل من ناحية المعالجة وأخذ العظة والعبرة. وحتى نغلق الباب على من يُدلس أو يغالي أو يغالط على تلك الحقائق لصالح غرضه المريض، ليوهم من لم يطلع أو غفل في التعرف عليها مسبقًا، فسبقه القابض والمنتفع من الفتن وقام بترويجها. والتاريخ يحوي كميات هائلة وكثيرة لا تحصى ولا تعد، ومن أراد أن يتزود بها وحسب مرامه وخياله، فليتناول ما لذ وطاب منها .وما الفتن والردات التي وقعت على الإسلام من الطوائف والأفكار، والفرق الكلامية وما نتج عنها من تأويلات إلا تجسيد حي لتلك الأغراض .والتي أحدثت شرخًا في الإسلام، مما حدا بالبعض ممن تأثر بها ليكسر عصا المسلمين ويظهر العصيان ويجعلهم في ظلام دامس .لأن تلك الفرق والطوائف حجبت عنه النور الإلهي المقدس المتمثل بنور الإسلام الناصع .ولكن هل يتحمل النتيجة المدلس والمحرف فقط ؟ الجواب: الكل يتحمل ما حصل من انتكاسات في الإسلام، لأننا لم نتمسك بالعلم ولم نتبع أصحاب الحق الحقيقيون وتبعنًا شهواتنا وتقاعسنا وعبدنا أهوائنا واتخذناهم أربابا من دون الله .فوصلنا الى هذا الحال (ومن هالحال وحمّل يجمال).
وعلى ضوء ذلك لنقرأ ما كتب في التاريخ فقد ذكر في كتاب( سير أعلام النبلاء ) للذهبي جاء فيه :
16/ (379ـ 385): [المستعصم بالله]: قال (الذهبي): وَبَعَثَ رَسُوْلاً إِلَى النَّاصِرِ وَكِتَابُه: {خِدْمَة ملك نَاصِر طَالَ عُمُرُهُ إِنَّا فَتحنَا بَغْدَادَ، وَاسْتَأْصلنَا مَلِكَهَا وَمُلْكَهَا، وَكَانَ ظَنَّ إِذْ ضنَّ بِالأَمْوَالِ وَلَمْ يُنَافس فِي الرِّجَالِ أَن مُلكَه يَبْقَى عَلَى ذَلِكَ الحَال وَقَدْ علاَ قدْرُه وَنَمَى ذِكْرُهُ، فَخُسِف فِي الكَمَال بَدرُه: إِذَا تَمَّ أَمرٌ بَدَا نَقصُهُ ... تَوقَّعْ زَوَالاً إِذَا قِيْلَ تَمّ وَنَحْنُ فِي طَلَبِ الازْدِيَادِ عَلَى مَمرِّ الآبَادِ، فَأَبدِ مَا فِي نَفْسِك، وَأَجِبْ دَعْوَةَ ملكِ البَسيطَةِ تَأْمنْ شَرَّه، وَتَنَلْ بِرَّهُ، وَاسْعَ إِلَيْهِ وَلاَ تُعوِّقْ رَسُوْلَنَا وَالسَّلاَمُ}
وهذا المقام نتعرف على ما جاء من تعليق وتحقيق للإستاد المحقق الصرخي حول تلك الرواية جاء فيه :
((هولاكو هنا أعطانا سبب سقوط الخلافة العباسية، يقول: الخليفة جمع الأموال واعتزّ بها وكدسها ولم يهتم بالرجال، فتوقع بأمواله واكتنازه للأموال سيبقى على ما هو عليه)) ..انتهى كلام الأستاذ المحقق .
ومن تلك الرواية والتعليق، تبين لنا بوضوح ماهي الأسباب الكامنة لسقوط بغداد ،وما هي أعمال الخليفة، وما هو دوره في صد الهجوم . ومن خلال هذا هل يبقى أحد لا يعرف أو تنطلي عليه تحريفات ابن تيمية وتدليسه للفاسدين، وتزييف الحقائق بسبب مرضه النفسي، ليستغل ذلك المارقة والدواعش، لينهبوا خيرات البلدان ويخربوا ويستبيحوا الأعراض والأموال!!! . وإذا غفلنا عما يكون حالنا، فسوف تتقاذفنا أمواج الفتن كما حصل واستغلها ابن تيمية وأعوانه سابقًا .فلنوجه أنفسنا على أن نكون يقظين وننفض غبار الغفلة لنسد الطريق على المحرف والمزيف للحقائق .ونظهرها للسطح لتطفوا أمام أبصارنا وأسماعنا ليطّلع عليها الجميع لينحسر شر المدلسين والمنحرفين
http://cutt.us/vEqG5 :