بقلم :قيس المعاضيدي
.............................................................
ما أن تترك الأنا والذات والنفس الأمارة والنظرة الضيقة والتباغض والتحاسد والتنابز بالألقاب والجهل والعداء ، تصبح أنفسنا مفتوحة ناصعة البياض مضحية في سبيل الاخرين وتحب الخير لغيرها تعفو عن من أساء لها وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، يقذف الله سبحانه وتعالى النور فيها وينزل البركات من حيث لا تحتسب وينجها من كل فتن كما في قول العزيز القدير }:{وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا} [الطلاق: 2- 3]
والنفس البشرية إن سقيت بماء المكرمات نمت فيها الأخلاق الحميدة ، وإن رفضت النفس لا يعني ذلك تركها ونعزف عنها وبذلك نخسر نفس خلقها الله سبحانه وتعالى في أحسن تقويم وممكن اصلاحها ، ولكن العمل بالتدرج ونمرنها ونروضها .
واصلاح النفس المصابة بالسوء كالتي مصابة بمرض جسدي وكلاهما ممكن معالجتها عن طريق جرعات العلاج وكلما لدينا الاستعداد لعلاجها تشفى ، وكل شيء جائز بعد التوكل على العلي القدير وما علاج القران الا هو اعلى مرتبة واكثرها وقعا في النفس ،إن رضخت وامعنت لذلك تقبل التنازل عن الأنا وتبتعد عن كل المساوئ والرذائل .ولك في ذلك أن تقتدي بالأنبياء والرسل والرجال الصالحين والعلماء والمثقفين . وبالمناسبة الثقافة هي معرفة الله سبحانه وتعالى حق معرفته و أخلاق رسوله أسوة حسنة ، كما اكد ذلك قول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ): ((وما بعثت إلا لأتمم مكارم الأخلاق )).
وبذلك ترتقي النفس مراتب عليا في سلم الأخلاق والصفات الحميدة ،وتؤثر الآخرين عليها وكلما تقدمت خطوة ضاعفها الباري عز وجل بعشرة .وإن اساءت بواحدة .ونفهم من ذلك ان الباري عز وجل لطيف بنا ومتحنن علينا لأنه يضاعف العمل الصالح ويغفر الذنوب كم انت كريم يا الله ؟.