بقلم :قيس المعاضيدي
.......................................
لكل قضية سماوية منزلة من الله سبحانه وتعالى وجد لها من يجسدها على الارض ليعّرف الناس بها ويحببها لهم وهي من اللطف الالهي ،والباري سبحانه وتعالى لطيف ورؤوف بالعباد ، ما من نبي أرسله الله سبحانه وتعالى الى قوم الا وهو من اشجعهم واصبرهم واتقاهم واورعهم ،والله سبحانه وتعالى انتجبه من بين كل الناس ليحمل الرسالة السماوية للبشرية جمعاء .ولأنه لا ينطق عن الهوى وصاحب حق ،فتحمل مقابل ذلك من اصحاب الباطل اشد العذاب والتنكيل و حروب ومؤامرات ودسائس وفتن وبدع وضلال .ولأنه ممتحن وصابر وثابت العقيدة والايمان لم تنل منه تلك الافعال ،بل زادته تمسك بحبل الله المتين .وما من صبر وتحمل وهذه بحد ذاتها نعمة من الخالق عز وجل الا وانتصرت قضيته .لان العزيز القدير (جل وعلا )يسدد صاحب الحق.
والانبياء هم معلمو هذه الامة وآبائها ومرشديها وناصحيها لنعمة الباري جل وعلا .ومن بعدهم أوليائه الصالحون وهم من انتهل من مدارس الانبياء( عليهم السلام ) و سلكوا طريق الحق ولم تهمهم صيحات الدجال و المنافقين والمنحرفين ، بل تمسكوا بقوة بطريق الحق فتحملوا ما تحملوا وأوصلوا الرسالة الى الناس في أشد الظروف حلكة .وما وقع على الانبياء وقع على الاولياء من تطريد وقتل وحروب فمنهم من دس له السم ومنه من شنت عليه حرب اعلامية وغيرها .
واليوم نعيش ذكرى شهادة احد الاولياء الصالحين وهو يقارع الظلم والجهل والاستعباد بالصبر والثبات في زنزانات الكفر والالحاد والطغاة ..انه الصابر المجاهد العابد العالم الامام موسى بن جعفر .عليه السلام والذي لم يكن يمتلك مليشيات ولا مناصب سياسية ولم يكن له اطماع في الكرسي ولا يطمع في الاستحواذ على اموال الاخرين .ورغم ذلك نصب له العداء وشنت عليه الحرب وسجن ونقل من سجن الى آخر اشد ظلمة وتعسفا وعذابا واطغى واجهل طاغي وسجان حتى استشهد وهو مكبل بالسلاسل وفي زنزانة ظلماء ودسّ له السم .
السلامُ عليكَ يا سيدي ومولاي وإمامي وإمام العالمين، السلام عليك يا نزيلَ السجون، يا مُغيَّب في الطامورات، أشهدُ أنّك قد بلَّغتَ عن الله ما حمّلك وحفظت ما استودعك وحلّلت حلال الله وحرّمت حرام الله وأقمت أحكام الله وتلوت كتاب الله وصبرت على الأذى في جنب الله وجاهدتَ في الله حق جهاده حتى أتاك اليقين، وأشهدُ أنَّك مضيت على ما مضى عليه آباؤك الطاهرون وأجدادُك الطيبون الأوصياء الهادون الأئمة المهديون، لم تؤثر عمىً على هدىً ولم تَمل من حقٍّ إلى باطل .
يا مولاي أنا أبرأ إلى الله من أعدائك وأتقرّبُ إلى الله بموالاتك فصلّى الله عليك وعلى آبائك وأجدادك وأبنائك وشيعتك ومحبِّيك ورحمة الله وبركاته
.https://e.top4top.net/p_8279op4j1.jpg