بقلم :قيس المعاضيدي
..............................................
ماذا يتمنى المؤمن؟؟؟ أليس رضى الله سبحانه وتعالى ؟ وأن رضا النبي(صلى علية واله وسلم) من رضا الله جل وعلا، وأن الإنسان الذي تكتمل كمالاته الروحية أن يجعل نفسه مسؤول أمام الله أكثر من غيره، ويرى من النعم الإلهية أكثر من غيره . وما فائدة العبادات والأعمال التي لم يُطلب بها وجه الله سبحانه وتعالى؟؟!! والمؤمن الصالح يرى من ملكوت السموات والأرض أكثر من غيره فقد ذكر في القول المأثور أن الله سبحانه وتعالى يقول وهو يخاطب العبد : ( يا عبدي كن مَثَلي تقل للشيء كن فيكون ). فان علماء الأصول ذكروا أن النبي هو مصدر التشريع بعد القران الكريم، بل هو القرآن الناطق، فإن سكوت النبي عن فعل معنى ذلك تقرير وامضاء بصحة ذلك الفعل، وإن نهى عنه فهذا يعني أننا ننتهي من ذلك . فكيف إذا النبي محمد (صلى علية واله وسلم ) يرضى عنا ويسلم علينا ويرد التحية على من يزوره في حياته ومماته فتلك نعمة الهية ولطف الهي .وبدورنا نراجع أفعالنا إن كنا على غير جادة الصواب وهذه نعمة ويجب المحافظة عليها بمراقبة أنفسنا .ولنا من التاريخ شاهد على ذلك.حيث ذكر في
: الإيضاح للنووي حاشية الهيثمي ، أخرج أبو داود بسند صحيح عن رسول الله قال : ( ما من أحد يسلّم عليّ إلّا ردّ الله عليّ روحي حتى أرد عليه السلام ).
وقد عرّج الأستاذ المحقق الصرخي على ذلك بقولة: (أقول : تأمل هذه الفضيلة العظيمة وهي ردّه صلّى الله عليه وآله وسلم على المسلِّم عليه إذ هو صلى الله عليه وآله وسلم حيّ في قبره كسائر الأنبياء لما ورد مرفوعًا الأنبياء أحياء في قبورهم يصلون ، ومعنى ردّ روحه الشريفة ردّ الروح النطقية في ذلك الحين للردّ عليه .)....انتهى كلام المحقق الصرخي.
فيا أخي المسلم تلك نعم الله جمّة لا يمكن إحصائها وما مطلوب منا إلا تصحيح الأفعال ومراجعة الأنفس لنكون خير دعاة للحق نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر .وحتى نجعل من تلك النعم جواز المرور على الصراط للوصول لدار القرار .أعاذنا الله سبحانه وتعالى وإياكم من الشطحات التي تبعدنا عن ذلك الطريق .
https://c.top4top.net/p_835oui061.jpg