بقلم :قيس المعاضيدي
العمُّ هو أخو أب الشخص،وهو يحتل المرتبة الأولى من الأقارب، وقد يَلعب العمَ دورًا مهمًا في حياة ابن أخية،وهنا قلتُ: قد؛ لِأن ليس في كل الأحوال يؤثر العمّ ويلعب ذلك الدور الرئيسي في حيان ابن الأخ، الّا مَن حصل له ظرفٌ ما، واحتضنه عمّه، وتلك منقبة للعمّ فيشعر بالفخر والاعتزاز؛ لأنه ربّى شخصًا وتحمل عناء التربية وجعل منهُ إنسانًا كاملَ الخلقِّ ومستقيم السلوك، وخصوصا عندما يصبح ذلك الشخص إنسانًا مهمًا ويتقلد منصب في الحياة الاجتماعية، .وإنْ حصل العكس، فإنّ العم يشعر بالخيبة والفشل وهي مثلبة له! وإن كان العمّ ممن يخاف الله؛ فمن البديهي يعتني بتربية ابن اخيه أحسن تربية في الطاعة لله الواحد الأحد،
فنبتُ الزرع يعطي ثمارًا طيبةً للمجتمع أيضًا، وهذا تجسَّد وبكلِّ معاني التفاني والإخلاص..
ومحبّةُ العمّ لابن الأخ اليتيم هو خير درسٍ للأعمام وموعظة بتربية أولاد الأخ، عندما يواجهوا ظروف صعبة بموت الأب والمعيل لهم، وقد تجسّد هذا المصداق بالعمّ المثالي الغني عن التعريف، ألا وهو أبو طالب عمّ النبي محمد-صلى الله عليه واله وسلم-
فأبوا طالب يُشار له بالبنان، فقلد كفل النبي حينما فقد الحنان، التفّ حوله كالماء الذي يروي الأغصان، وسندَهُ كافلًا حينما أنكره متّبِعو الشيطان، والدٌ بفخرٍ هو لعليٍّ فتى الإيمان..
وقد تجلّى على يد أبي طالب التسديد الإلهي والتوفيق الربّاني؛ لأنه الحصن الحصين وحامي الرسالة السماوية ومهبط جبرائيل بإرادة الخالق -جلا وعلا- لسيد البشرية ومنقذها من الظلم والجهل الى العِلم والنور.. حيثُ كانت الناس قبل بعثّةِ النبيّ في ضلال مبين.
فيا حبيب الله، نواسيك بفقدهِ، ونواسي أهل البيت والصحب والأكوان، والمهدي خاتم الحُجج مَن به تُفتح البلدان، ونعزي العاَلم المسلم بهذا الخطب، لاسيّما علماءنا الأعلام، وفي مقدّمتهم السيد الأستاذ الصرخي صاحب الفصاحة
والبيان.https://d.top4top.net/p_873f38ae1.jpg