بقلم/ قيس المعاضيدي
لِكلِّ عملٍ يُرادُ تنفيذهُ تسبِقهُ مصلحةٌ وفكرةٌ و تخطيطٌ لِكيفيّةِ تنفيذهِ بأدقَ وأسلمَ وأفضلَ تنفيذٍ لتحقيق الهدف المنشود من وراء ذلك، هذا بشكلٍ عامٍّ وحسب القوانين الوضعية، والتي يشوبها الركاكة والضعف والوهن وما إلى ذلك، أمّا في هذا الكون فمَن وضعَ تلك المناهج لِتسيير الرياح والمياه والأفلاك وتوزيع الأرزاق، وخلق الأشياء، فلابد من واضعٍ مبدعٍ لطيفٍ لا يخفى عليه شيء لا في البر وفي البحر ولا في الظلمات إلا يعلمها؛ فما هو دور الإنسان تجاه ذلك؟! الإنسان أعطاه الله - سبحانه وتعالى - العقل وخاطبه، أي: خاطبَ العقلَ وقال له: لأجلك أثيب ولأجلك أُعاقِب؛ لأنّ الإنسانَ إمتلك نعمة من نِعم الخالق - جل وعلا - وهي العقل ليجعله خليفةً في الأرض آمِرًا بالمعروف وناهيًا عن المنكر، وفي ذلك الخير والصلاح لكلِّ البشر بشرط التعاون والطاعة لِمن يعمل على ذلك؛ قال العزيز القدير في محكم كتابة الكريم:{ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى? ? وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ? وَاتَّقُوا اللَّهَ ? إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}. (2)، المائدة.
فالأنبياءُ والرسلُ أمناءٌ على تنفيذ التخطيط الإلهي ، وما مطلوب من باقي البشر إلا السمعَ والطاعةَ فيما يحب ويكره.
أمّا مَنْ عاندَ وتكبّرَ وعصى فهو قد خَرَجَ من النعيم الإلهي بعصيانه وعدم طاعته!
قال تعالى: ( فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ ) البقرة (249).
وفي هذا المقام نود أن نذكرَ لكم بعض القول للأستاذ المرجِع المحقِّق الصرخيِّ حول موضوع الطاعة:
((أقول لذوي العقول : مَن يدّعي أنّه يمتلك العقل، مِمّن يتحدّث بالعقل، مِمّن يتقمّص أنّه عاقل ومن العقلاء خاصة أتباع المنهج التكفيري، أصحاب منهج المغالطات ومنهج الالتقاطية والتشويش والتشويه والمجادلة والمغالطة، الجهال المكّفرين للمناطِقة ولأهل الكلام وللفلاسفة وللعقل والعقلاء، أقول: جنود طالوت عندهم معركة، حرب، قتال، تجهيز، حالة إنذار، مسير، تدريب، هجوم، دفاع، اقتحام، ويوجد نهر، هل يوجد من يأتي بجواب لماذا مُنِعوا من شرب الماء ؟!! جيش وماء، وجود الماء وعدم وجوده ممكن أن يترتب عليه النصر والهزيمة، الماء سلاح في المعركة ممكن أنْ يحقِّقَ النصرَ، ممكن أنْ يقلبَ النصرَ إلى هزيمةٍ ويقلب الهزيمة إلى نصر، لماذا يُمنَعُ هؤلاءِ من شُرّبِ الماءِ من هذا النهر؟ لا نعلم!!، الحكمةُ اللهُ يعلمُ بها، العلة الله يعلم بها، على الجندي (الإطاعة) على المكلَّف (الإطاعة) على العبد (الإطاعة) لا يدخل هنا التفلْسُّفُ والمغالطة والسفاهة، هذا أمر الله، هذا هو كتاب الله، هذا هو قرآن الله، هذا هو كلام الله، نسلِّمُ بما جاء، ما هي الحكمة؟ ما هي العلة؟ الله سبحانه وتعالى أعلمُ بها،
إذًا الابتلاء والاختبار هو المَحك في معرفة الإيمان الحقيقي)).
انتهى كلام الأستاذ المحقِّق الصرخي.
فالنظامُ الكوني لا يضاهيه تخطيط ولا ينالُ منه أحد مهما فعل؛ لأن الباري -عز وجل- هو واضعهُ وهو حافظهُ وهو على كلِّ شيءٍ قدير، فمن أراد الخير فليعلن فروض الطاعة والإخلاص .
https://f.top4top.net/p_849i2fgp1.png