بقلم :قيس المعاضيدي
تقع قلعة الحارم في الشمال الشرقي من مدينة إدلب السورية. وهي تحوي على معالم وأسوار وسراديب من شأنها تسهيل الدفاع عنها عندما تهدد من الأعداء . وجاء العنوان هكذا لإظهار أحداث يتأمل الحر ويأخذ العظة والعبرة ،تلك هي وقائع وانتكاسات حدثت عند احتلال التتار للبلدان العربية والإسلامية .ونتعرف على فعلة الحكام لمواجهة ذلك .والتي تتطلب منا الوقوف عندها لعلنا نستفيق من سباتنا ونصحح. فدعونا نطلع على البعض منها حيث ذكر( ابن العِبري:)في مختصر الدول في المورد الثامن حيث قال / (279):
{{وفي سنة ثماني وخمسين وستمائة (658هـ):... أـ ثمّ أنّ هولاكو رحل عنها (عن حلَب)، وأحاط بقلعة الحَارِم، واختار أنْ يسلّموها إليه، ويؤمّنَهم على أنفسِهم، ب ـ فلم يطمئنّوا إلى قوله، وإنّما طلبوا منه رجلًا مسلمًا يحلف لهم ويكون صاحب شريعة يطمئنّ إليه حيث يحلفُ لهم بالطّلاق والمصحف أنْ لا يدنوَ لأحد منهم سوء، وينزِلوا ويسلّموا إليهم القلعة..د ـ فحينئذٍ فتحوا الأبواب، ونزل الناس خلائق كثيرة، وتسلَّم المغول القلعة، ثم أنّ هولاكو تقدَّم بقتل فخر الدين الوالي أوّلًا، ثم بقتل جميع مَن كان في القلعة مِن الصغار والكبار الرجال منهم والنساء حتى الطفل الصغير في المهد، و ـ ولمّا وصل هولاكو قريب ماردين، سيَّر يطلب صاحب ماردين إليه، فأبى ولم ينزل إليه، بل سيَّر ولده مظفّر الدين لأنّه كان في خدمة هولاكو هو والملك الصالح ابن السلطان بدر الدين لمّا كان بالشام، قال له هولاكو: تصعد إلى أبيك وتقول له ينزل إلينا ولا يعصي، وإنْ عصى، لم يصب خيرًا، ولمّا صعد إلى أبيه وخاطبه، لم يَقْنَع بأنّه لم يسمع مشورته، بل قيَّده وحَبَسَه عنده، فعند ذلك أحاطت المغول بماردين، وابتدؤوا بالقتال، ولولا أنْ وقع فيها الوباء والموت ومات السلطان وأكثر أهلها، لما أخذوها لا في سنتين ولا في ثلاثة، ولمّا مات السلطان، نزل ابنه الملك المظفّر وسلَّم إليهم القلعة والخزائن والأموال، وتحقَّق عند ملك الأرض هولاكو ما جرى عليه مِن أبيه، فلأجل ذلك أكرمه وأحسن إليه وملَّكه موضعَ أبيه}}
وهنا نذكر لكم ما جاء به المحقق الصرخي من تحقيق وتدقيق وتحصين عقول ووقوف على أحداث استغلها أصحاب البدع والظلال والتحريف لشراء عقول الناس بثمن بخس .لذا قام المحقق الصرخي معوّمًا للأحداث حيث قال:
[أين ابن العلقمي مِن هذه الأحداث يا أبناء تيمية، يا مارقة؟!! وهل فخر الدين والي قلعة حلب ابن علقمي حلبيّ جديد؟!! وما فرقه عن ابن العلقمي البغدادي، فكلاهما حاول كفَّ أذى وخطر هولاكو عن المسلمين، لكن كان الغدر والقتل والقبح والإفساد مِن هولاكو؟!!.
التفتْ: لم نسمع مِن ابن تيمية ورفاقه المدلِّسة عن ابن العلقمي مظفّر الدين الهلالي، الذي قدّم المشورة والنصيحة لأبيه كما قدّم ابن العلقمي النصيحة للخليفة، فلم يسمع صاحب ماردين النصيحة كما لم يسمع الخليفة النصيحة، وأنّ هولاكو كافأ مظفر الدين على موقفه فجعله ملكًا على ماردين وكذلك أكرم هولاكو ابن العلقمي فأبقاه على الوزارة، فما هو الفرق بين الحالتين؟!! نعم المدلِّس الأعور الدجال يضع الفرق كما يشاء!!!] انتهى كلام المحقق الصرخي.
التاريخ هو سجل لأحداث مضت يستفيد منها كل شخص حسب مبتغاه .ولكن حذاري من الغام المغرضين والمدلسة وأصحاب البدع والأسقام ليفعلوا منه طعم ليوقع الناس المغفلين بفخاخهم .ولكن عند وجود أناس يحققوا في الأحداث ليلتقط الجيد وينقي الرديء وبلحاظ ذلك علينا دراسة التاريخ جيدًا وأمناء بنقله للناس وتلك أمانة ..
https://d.top4top.net/p_940erwwm1.png