بقلم :قيس المعاضيدي
الزواج هو رابط روحي بين الذكر والأنثى ،ينتج ذرية تحمل صفات مشتركة للأبوين ،وكلما كان الرابط الروحي نقي وصافي وصحيح كانت النتيجة مجتمع صالح ،يسوده الإسلام وتعاليمه السمحاء ومترابط وقوي العقيدة. وذلك مبتغى الرسالة السماوية .
وكانت العرب قديمًا تبحث كثيرًا عن المرأة وتسأل عن النسب لتكون خير وعاء لجيل ذو أخلاق عالية من الشجاعة والكرم والغيرة على العرض والوطن ،وتلك منقبة للعرب .وعندما جاء الإسلام . ظهر تأثير الإسلام على طباعهم لما له من وقع في نفوس المسلمين وهي نتيجة حتمية لأن النبي محمد- صلى الله عليه وآله وسلم- جعله الباري- عز وجل- منبع الأخلاق الحميدة ومجسدها ومبعثها .حيث يقول النبي محمد- صلى الله عليه وآله وسلم- أدّبني ربي فأحسن تأديبي .
فظهر الإسلام بأبهى صورة وأروع أمثلة ،كل ذلك بمباركة زواج الإمام علي-عليه السلام- من فاطمة-عليها السلام- وحسب ما ذكرت الروايات أن كثيرًا من العرب تقدمت للنبي بطلب الزواج من بنته فاطمة ولكنه رفض وقال إن أمرها من السماء .وهو لا ينطق عن الهوى . فكان ذلك اليوم وتلك الذكرى مباركة من المصطفى بإرادة ربانية وعناية إلهية ترجمت بالواقع ولادة علم ونور وهداية وتضحية وفداء للدين الحق .فكان ذلك اليوم هو حجر الأساس لمجتمع إسلامي رسالي ،ابتداءًا من الاحترام المتبادل بين الزوجين ومرورًا بالتربية الصحية إلى عائلة صالحة لنواة مجتمع مثالي وقدوة ومثال يدرّس عن كيفية بناء مجتمع راق يفوق بأضعاف جمهورية افلاطون .التي أخذت اهتمام الكثير رغم ضعف فكرها وسقمه .
فامتزجَ العبق والريحان، والتقى الماء بالخلجان، واقترب الأمن والأمان، واجتمع اليُمن والإيمان، إنهما النوران، اجتمعا بأمر الرحمن، أنْ زوّجْهُما يا رسول الإنس والجان، وقرّبهما يا محمد الرحمة، ليكونا نعم الزوجان، زوّج النور من النور، ليلتقي عطر الرسالة بالإيمان، زوّج عليًّا من فاطمة، فهُما رحمةٌ يفتخر بها الثقلان، فمبارك لكَ يا رسول الإنسانيةِ نفحة المنّان، ولأهل بيتك الأطهار لاسيّما صاحب الزمان، وللأمّة الإسلامية والعلماء العاملين وفي مقدّمتهم الأستاذ المحقق الصرخي السائر على نهج علي ورسول الرحمن.
https://f.top4top.net/p_954h1ujf1.jpg