بقلم :قيس المعاضيدي
المستضعفون هم من يسير على نهج الاسلام القويم . ومن سار على هذا النهج، في هذا نجد انه خط من عرف الله –سبحانه وتعالى – وتفكّر في امره ، ويخافه وكأنه يراه ،وعبده لأنه وجده يستحق العبادة، .وتلك هي عباده الأحرار ، الذين لا تأخذهم في الله لومة لائم ،وهذا الطريق سلكه الأنبياء والرسل وأولياؤه الصالحون ، و هم يمثلون ويطبقون شريعة السماء على الارض بصدق وامانه وبلا كلل ولا ملل وهم منتجبون واختارهم الباري – عزّ وجل- لحملة تلك الرسالة السماوية السمحاء التي لا يظلم فيها أحد ،حتى من الذين نعدهم من الاشرار .وارتكبوا الجرائم وافتعلوا الفتن والازمات ومارسوا شتى انواع الظلم على مر الازمان .لان الله تعالى يعطي كل ذي حق حقه .وهل من اتركب جرم وقتل وسبى يدخل الجنة ؟ما لكم كيف تحكمون ؟ما هكذا الظن بالله ؟!! وقد ذكر في الدعاء المأثور ((الجنة حق والنار حق والنشور حق.....)) ولكم ان تطلعوا على اصول الدين والتي لا يقلد فيها احد وانما هي خاضعة للتمعن والتفكر في امر الله –سبحانه وتعالى – والتي من ضمنها العدل .ومن كفر بها وهو على حد الشرك بالله!!.
قال تعالى في محكم كتابه العزيز : {{بِسْمِ اللَّهِ الرحمن الرَّحِيمِ طسم * تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ * نَتْلُو عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ * إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ * وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ* وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ }} سورة القصص.
وفي هذا المقام نذكر لكم تعليق الاستاذ المحقق الصرخي مخاطبا المارقة حيث قال :] أقول : المعنى واضح في التمكين للمستضعفين وإمام المستضعفين (عليه الصلاة والتسليم)، فمتى يحصل هذا التمكين وعلى يد مَن؟! ولا يخفى عليكم أن فرعون وهامان وجنودهما قد ماتوا قبل التمكين المحدود الذي حصل لاحقًا وحَكَمَ فيه أنبياء وملوك بني إسرائيل، فمتى سيشهد ويرى فرعون وهامان وجنودُهما ما كانوا يحذرون منه من نصر الله المُستَضعَفين وتمكينهم في الأرض؟
