بقلم : قيس المعاضيدي
الأمام هو شخص يقتدي به الناس بأمور الدين والدنيا وما يحدث في زمانهم الازمنة التي سبقت .وكذلك يرجعون اليه في معرفة الاحكام الشرعية وتفرعاتها لأنه اعلمهم .وقد ذكر الامامة في القرآن الكريم في عدة مواضع نذكر منها .
قال تعالى في محكم كتابة الكريم : ﴿ يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ ... ﴾ سورة الإسراء: 71.
وقال تعالى : ﴿ وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ ﴾ سورة السجدة: 24
أما عند الشيعة الامامية فيعتقدون أن الأمامة أصل من أصول الدين فلا يمكن أن يقلدوا أباءهم أو الذين سبقهم ويتركوا الأمام المنصب بالنص الالهي ،وذمهم كما جاء في الآية الكريمة :] وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَىٰ مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا ۚ أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ[ سورة المائدة :(104).
والأمامة هي وظيفة الهية تنصب بنص الهي وهي لطف كما ان النبوة لطف ،وهي استمرار لعمل النبوة ويرجع الناس للإمام في كل شيء .وهي مفترض الطاعة .
وقد يستعمل مصطلح امام في غير طاعة الله (ائمة الباطل )قال العزيز الكريم :] وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنصَرُونَ [سورة القصص: 41و قال أيضا : ﴿ ... فَقَاتِلُواْ أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لاَ أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ ﴾ .
والأمام المفترض الطاعة هو صاحب الحق ويتميز بالعلم والتقوى والشجاعة والكرم والعفة . وهي منقد الناس بعد النبوة من كل اوساخ التي تعلق بهم من فتن وبدع وضلال مهما تفرعن أهل البدع والطغاة .
قال الباري عزّ وجل في مكم كتابة العزيز : ]وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (157) بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (158) وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا [سورة النساء. (159) .
وفي هذا المقام يقول الاستاذ المحقق الصرخي :] أقول : التفت إلى هذه النكتة، لماذا بقي ويبقى عيسى "عليه السلام" ؟ هذا قانون إلهي وبسببه ومن أجله غاب، ولم يُقتل ، وشُبّه ، ورُفع عيسى ، فما هو القانون؟ القانون الإلهي يقول: "وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ"، إذًا تحتاج إلى إمام زمان يكون حجّة عليك وهو حيٌ موجود حتى لو كان غائبًا، مسردبًا، في الغار، حتى لو رُفع أو كان تحت الأرض، تحتاج إلى إمام حي، تُبايعه وتواليه ، توالي عيسى، وتؤمن به قبل موته، قبل موت عيسى، قبل موت المهدي، يكون حجّة عليك فيكون عيسى في يوم القيامة شهيدًا عليك، ويكون الإمام المهدي شهيدًا عليك، هذا قانون إلهي، هذا وعد صادق أن يبقى الإمام حيًّا، لا بدّ من وجود الإمام الحيّ في كل عصر، في كل زمان، في كل مكان، في كل أوان، حتى يتحقّق هذا القانون الإلهي ما هو الفرق؟ القانون الإلهي واحد ينطبق على اليهود وعلى المسيح وعلى المسلمين، "وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا" إذًا الشهادة يوم القيامة ما هو شرطها؟ أن يحصل الإيمان بالشاهد والشهيد في حياته، تؤمن بالإمام في حياته، تؤمن بالنبي في حياته، فيشهد لك يوم القيامة .[ انتهى كلام الاستاذ المحقق الصرخي.
الناس تحتاج الأمام في كل عصر ومضنة وشدة ومحنة وباشتداد الفتن وتفرعن ائمة الكفر والألحاد .وكلام الأمام المعصوم المنصوص عليه هو الذي يخرجهم من الظلمات والصعاب التي تعتري طريقهم ،والأمام المعصوم من أهل بيت النبي محمد _صلى الله علية واله وسلم _ هو المشكاة التي يضيء نوره لكل البشرية وهو أمامهم ،أي أمام الجميع سواء اعتقدوا به او لم يعتقدوا .
https://d.top4top.net/p_784h7tdc1.jpg