رغم تمادي المتقولين المحقق الأستاذ باستفتائه رفع مستوى بلاغة و فائدة الشور
بقلم الكاتب محمد جاسم
يسعى الإنسان لنشر القيم المُثلى، ومن أجل قطف ثمارهما، فإنه حتماً سيبحث عن الطُرق الممكنة التي تسهل له الوصول إلى مسعاه الذي يحث الخُطى خلفه، ولا يبالي بما سيواجهه من معرقلات في طريقه، من نقدٍ لاذع ؛ لأنه واثق من مشروعية عمله، فلا يُبالي بما سيقع عليه من أحداث، من الممكن أن تؤثر سلباً عليه بسبب مواقفه الثابتة، و سعيه الجاد في التمهيد لإقامة مجتمع الأمن، و الأمان، و هذا العمل الإنساني ليس من المُحال، فاليوم تواجه البشرية فتن الكفر، و الإلحاد، و التطرف الفكري، و الانحلال الأخلاقي، و ريادة دور الإباحية التي حاربها ديننا الحنيف بكل ما يملك من أدوات و أساليب ناجحة ؛ لأنها وباء شديد الخطر، و ذو آثار وخيمة على الفرد، و المجتمع ، وكما يُقال الأرض لا تخلو من المصلحين رغم سقوطها في الهاوية فلابد من جذوة حقٍ، و شُعلة إصلاح تأخذ على عاتقها إنقاذ الإنسانية من هذه المتاهات، فنرى الشباب المسلم الواعي و مشروعهم الإصلاحي الثلة مؤمنة برسالتها، رسالة الإسلام الشريف حيث وجدث تلك المجموعة المُصلحة التي تحمل الفكر الإسلامي الناضج فهم فتية أمنوا بربهم من خلال مجالس الشور أداتهم الناجعة في إدراك المراد، ومن خلال تضمينها للقيم السماوية من تقوى، و أخلاق، و تلونها بعناصر الوسطية، و الاعتدال في الخطاب الإنساني خاصة، و أنها تنطلق من الفكر الإسلامي الشريف، و تنتهج من القران الكريم مواطن أصولها، و شذرات كلماتها الإبداعية الخلاقة؛ كونها عالمية الهدف لا تنحصر عند نطاق دائرة ضيقة، فجعلت الشباب تدخل بركابها أفواجاً أفواجا؛ ليكونوا دعاةً للحق، و قيمه المقدسة، و ليغرسوا في ربوع المجتمع الإنساني كل ما يقوده نحو بر الأمن و الأمان، وقد أكد ذلك المحقق الصرخي في استفتائه الأخير، و الموسوم ( سين سين ... لي لي ... د يدي ... طمة طمة ) و الذي كشف فيه عن حقيقة الشور، و أصله، و مشروعيته، فضلاً عن بلاغته العالية، و ثقافته العالية، فقال السيد الأستاذ فيه : } وبحسب ما هو ظاهر حال المجالس المنعقدة عادة، وهذا جائز ولا إشكال فيه لا شرعًا ولا لغة ولا بلاغة ولا أدبًا ولا أخلاقًا، وهو أسلوب لغويّ بلاغي متّبع ومعروف وتتميز به اللغة العربية ومن إبداعات البلاغة فيها، بل ومن إبداعات القرآن الكريم، وكما ذكرنا سابقًا بأن أسلوب البلاغة والبلاغة القرآنية قائمة على حذف الحرف الواحد والأحرف المتعددة؛ بل وحتى حذف الكلمة والجمل مع وجود ما يدلّ عليها من قرائن حالية أو مقالية، وكما في قوله تعالى: { وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا } والكلّ يفسّرها بأنّ المقصود منها: واسألوا أهل القرية، فتمّ حذف كلمة كاملة وهي (أهل) { . انتهى
حقائق يجهلها أصحاب العقول المتخلفة رغم أن الشور ذو فائدة عظيمة، فمجالسه ديدنها التقوى، و الخُلُق الفضيل، و هدفها نشر الوسطية، و الاعتدال، فسفينتها ماضية بطريقها الإصلاحي رغم تمادي، و إفراط المتقولين .
https://www.facebook.com/fatawaa.alsrkhy.alhasany/photos/a.835189149966853.1073741828.835188009966967/990669777752122/?type=3