شروط تزويج البنت في فقه الأستاذ الصرخي
من المسلمات عند البشرية جمعاء أن لكل فرد حقوق و واجبات يعمل وفق ما جاء فيها بما يحقق له الخير و الصلاح وبما يقربه من رحمة جبار الأرض و السماء، فنحن الآباء مثلاً تقع على عاتقنا تربية الأبناء و صقل عقولهم بالثقافة و العلم و نزرع فيهم التخلق بالأخلاق الحسنة و أن نوفر لهم كل ما يُسعدهم و يلبي طموحاتهم بما يتماشى مع تعاليم ديننا الحنيف مع الأخذ بنظر الاعتبار عدم تقيد حرياتهم في الاختيار و فرض عليهم ما لا يطيقونه أو ما يُثقل كواهلهم و لنأخذ على سبيل المثال – لا الحصر – قضية الزواج فيجب علينا ومن منطلق مسؤوليتنا الكبرى تجاه أولادنا أن نراعي حقوقهم و نترك لهم حرية الاختيار بتقرير مصيرهم و رسم خارطة طريق مستقبلهم و هذا طبعاً يكون عندما نلمس فيهم بلوغهم مرحلة النضوج في الاختيار الصائب، أما في حالة عدم امتلاكهم العقلية الناضجة و القدرة على تحقيق ما يمكنهم في تحديد الصواب من الخطأ فإننا نقف أمام مسؤولية مهمة تكمن في تقديم المشورة لهم و مساعدتهم في كيفية اختيار الشريك المناسب وهذا ما يندرج تحت مصطلح ولي الأمر القائم على بناء الشخصية المثالية في أبناءه ولعل هذه المسؤولية تتمثل في مساعدة البنت عندما تكون في سن الزواج و تتمتع بالقدرة على بناء الأسرة مع شريك حياتها فهذا الوضع الجديد على المرأة يحتاج منها إلى الاستشارة الصائبة سواء من الأم أو الأب إن دعت الضرورة لذلك فليس كل إنسان يمتلك الخبرة في إدارة الواقع الجديد الذي دخله الكثير منا وهذا ما يتطلب من الآباء العمل على تربية الأسرة بما يتماشى مع متطلبات ديننا الحنيف فهو تقع عليه مهمة اختيار الرجل المناسب لبنته فلذة كبده كي يحقق لها السعادة الدنيوية و الآخروية معاً و يضمن لها حياة زوجية يملئها الاحترام و المحبة و التعايش السلمي و يرشدها نحو بناء الأسرة الناجحة في كل شيء وهذا ما أكد عليه المحقق الأستاذ الصرخي في استفتاء قُدم لسماحته و مفاده : سماحة المرجع الديني السيد الصرخي الحسني - دام ظله - السلام عليكم هل يشترط زواج البنت بسن –ما-؟ وهل الوالد عليه إثم إنْ أخرها لتكبر و تصبح كبيرة تعلم حقوق الزوج ؟ و هل عليه إثم بعد نضوجها بسن 13 ؟ أفتونا مأجورين . فأجاب المحقق الأستاذ بقوله : بسمه تعالى : على ولي الأمر أن ينظر و يرعى مصلحة بنته في الزواج بما فيه الخير و الصلاح لها في الدنيا و الآخرة إنْ شاء الله – تعالى – و الله العالم .
https://www.facebook.com/fatawaa.alsrkhy.alhasany بقلم محمد الخيكاني