السائق و الحوادث المرورية في فكر المحقق الحسني
أولاً و قبل كل شيء فإنه لمن المؤسف ويحز في نفوسنا أن نشاهد يومياً رحيل الأحبة من عالمنا هذا بسبب الطيش أو الغفلة أو الانشغال بمسائل تافهة ينشغل فيها السائق أو تعاطيه المخدرات و الخمور وهو يقود مركبته مما يجعل ذهنه ليس في عالمنا وهذا ما قد يعرض حياته و حياة الآخرين إلى مخاطر عدة لا تُحمد عواقبها فمن هذا المنبر الشريف فإننا نتوسم خيراً في إخوتنا السائقين و ندعوهم إلى ضرورة توخي الدقة و الحذر و ترك الدنيا و ملذاتها الفانية و الحفاظ على أرواحهم و أرواح الناس سواء كانوا مارة أو مَنْ يقل المركبة معهم ففي التأني السلامة و في العجلة الندامة، فالعقل جوهر الخلود النبيلة، فعندما نبحث عن الأسباب التي تدفع السائق بأن يرتكب الكثيرة من الهفوات نجدها إما بسبب السرعة أو لقلة الخبرة في السياقة فقد انتشرت مؤخراً ظاهرة قيادة المركبات دون بلوغ السائق لسن الرشد و يأتي فوق هذا و ذاك عدم وجود القوانين التي تضع حداً للحوادث المرورية فمع غياب القانون فإننا ليس بالغريب أن نرى المشاهد المؤلمة جراء تلك الحوادث وكما تقول الحكمة مَنْ أمن العقاب ساء الأدب فلو كان السائق يمتلك وعياً مرورياً و ثقافة السياقة و ذوق خُلُقي رفيع لما آلت الأمور إلى هذا المنعطف الخطير من حوادث المركبات و ما سالت الدماء في الشارع، فالعقل زينة الرجال و كمال الأخلاق و تاج فوق رؤوس الناس و كلامنا موجه لكل سائق حتى يكون على قدرٍ عالٍ من المسؤولية و توخي الدقة و الحذر و الابتعاد عن الإفراط في السرعة غير اللازمة و العمل على حفظ أرواح مَنْ معه في المركبة ففي البيت أطفالً بعمر الزهور ينتظرون بفارغ الصبر متى يدخل عليهم أحبتهم حتى تعلو محياهم نسمات الفرحة و السرور ؟ فيا إخوتي لا نجعل الشيطان يتلاعب بعقولنا فنقع فريسة سهلة لحبال مكره فنعدها بماذا يفيدنا الندم ؟ وحقاً أنه لمن المؤسف أن نرى الحال يتدهور بسبب تراجع الثقافة المرورية عند الأعم من قائدي المركبات و تسببهم في زيادة معدلات سقوط الضحايا مما يتسبب في وقوع النزاعات العُرفية و العشائرية بين السائق و أهل الضحايا ولأجل الخروج بحل يرضي جميع الأطراف و يوقف تلك النزاعات الدموية و يضع حداً لكل مَنْ و يتحين الفرص للحصول على المكاسب المالية غير المشروعة مستغلاً الظرف المتوتر لأهل السائق فيطلب المبالغ الضخمة كدية الميت الواجب دفعها و لكي يكون الإنسان على بصيرة في أمور دينه فقد توجه أحدهم باستفتاء للمرجع الأستاذ الحسني قائلاً: السلام عليكم و رحمة الله و بركاته تحصل أحياناً الكثير من الحوادث المرورية و ندخل في إشكالات عرفية و عشائرية و نذكر بين أيديكم هذه الحادثة أو المثال : سيارة تحمل ركاباً و صار حادث أدى إلى موت البعض فما هو الحكم لو :اصطدمت السيارة بعمود و كان الاصطدام سبب الحادث ؟ اصطدمت بسبب الأضرار هروباً من سيارة أخرى ؟ خلل مفاجئ في السيارة ؟ ماذا يتحمل السائق في حال بقائه حياً أو في حال موته ؟ وهنا تبرز الإمكانيات العلمية من فقه و أصول و قدرتها الهائلة على استخراج جواهرها الغنية بالعلم و الدليل الدامغ الذي يمتلكهما المحقق الحسني فيجيب على هذه التساؤلات وهو واثق الخُطى فيقول : بسمه تعالى لكل حالة حكم و على العموم فالسائق ضامن سواء بقي حياً أو مات و الله العالم .
https://e.top4top.net/p_73356ish1.png?fbclid=IwAR0Ypjcg6uvxQzDlXJsD5WXJQ2BvklnA93bp8ztgW6xSgvRSd9dcz-8kFG4 بقلم محمد الخيكاني