بقلم :قيس المعاضيدي
الإنسان ينشد ويتعلق بشخص أو نظرية ،ويسعى لتحقيقها ليكون في قرارة نفسه هو من حمل شعارها أو يفتخر لانتسابه لها،وهذا جاء بعد تفكير طويل ودراسة لكيفية وصول ذلك وهو مخاض عسير مّر به ليتحقق أمله المنشود،تلك قد تكون لشخص أو منفعة خاصة، كان يدرس ويتعلم وفي نفسه أمنية يسعى للوصول إلى وظيفة أو منصب و برغبة جامحة وعند الوصول إليها يفرح ويعمل بها بنشاط وجد ومثابرة ويبدع أيضًا .
ولكن عند تعلق الأمنية بمصلحة عامة وتهيئة وتكاملات أخلاقية لينتدب شخص لذلك الهدف الإلهي،وأن تلك الوظيفة ينتظرها الناس وقد عانوا ما عانوا من حيف وجور تحت نير وتسلط الطغاة الفاسدين الذين سلبوا الحريات والأرواح والخيرات ولم يتركوا متنفس للناس ووصل الناس لمرحلة اليأس من الإطاحة بهؤلاء،وأن الله- سبحانه وتعالى- قد رفع عنهم ذلك الحيف وأرسل لهم من يقوم بذلك الدور وهو كبش الفداء بدلًا عنهم. وقد يكون سبب ذلك لأن فيهم من يدعوا بدعاء خالص .لأنه قد وقع في مصيبة عظمى .قال تعالى: } فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ (142) فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ (143) لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ{ سورة الصافات (144).
فنفذ هذا المنتدب من الله-سبحانه وتعالى- ذلك الواجب الإلهي وضحى بنفسه وعياله وأصحابه لتحقيق المهمة وهو على بصيرة من أمره وقد نجح في ذلك لمؤهلاته من التقوى والصبر والشجاعة وأنقذ الناس وحصل درجات التكاملية مع من التحق به، ذلك هو الإمام الحسين-عليه السلام- الذي ضحى بالغالي والنفيس وأصبح بابًا للشفاعة الإلهية،وقد كتب المحقق الصرخي حول ذلك قائلًا :
]أصبحت ثورة الحسين ونهضته وتضحيته هي الهدف والغاية التي ملكت القلوب وصُـهرت أمامهـا النفـوس فانقادت لها بشوق ولهفة حاملة الأرواح على الأكفّ راغبة في رضا الله تعالى لنصرة أوليائه وتحقيق الأهـداف الإلهيـة الرسالية الخالدة.[ انتهى كلام المحقق الصرخي.
إن تضحية الإمام الحسين-عليه السلام- خير وصلاح لكل البشرية ،سواء عرفوا ذلك أم لم يعرفوا أو أبو،ولمن عرف وتيقّن أصبح الإمام الحسين يمثل لديه شمعة أمل ومنهاج واضح ،وباب حوائج وتلك درجات نجاح عالية من قبل الباري -عزّ وجل- .فكيف لا يملك القلوب