بقلم :قيس المعاضيدي
الالم واللوعة يعبر عنها بالبكاء ،وعند البعض الآخر باللطم والنحيب وجرح نفسة وهو الهيجان في العزاء ليترك صورة تبعث اللوعة عند الآخرين فينشدوا معه ويشاركوه المصاب .لما وصل بهم الحال الى درجة الغليان .فألهب حماسهم ،وهذا ما يفعله الشعراء لصرف الانظار وشد المشاعر بقصائد حماسية وهذا ما جرت علية العادة عند الحكام وما يغدقون على من يمجدهم ويكبّر من شانهم ويصغّر من شأن عدوهم .قال تعالى :
} وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ (224) أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ (225) وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ (226) إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ{ (227) (سورة الشعراء).
هذا ماجرت علية العادة قبل الاسلام ,وبعد مجيء الاسلام .فان الرسول محمد –صلى علية والة وسلم – شجع الشعر واثنى على من ينشده . ولكن الشعر الهادف لشد الناس للاسلام ويسد الثغرات والتعاون والتكاتف بين المسلمين وذلك هو دور الاديب المؤثر في المجتمع الاسلامي الذي فيه من المظالم والمآسي حيث نقتدي بالرسول الاعظم وسيرته العطرة وهو منهاج للمسلم المخلص الموالي .ومن تلك المظالم ملحمة الثورة الحسينية وما افرزت من مواقف من الحزن والبكاء واقامت المجالس الحسينية وقد وضع لها الرسول الاعظم الاسس لذلك وهو اول من اقام مجالس الحزن والبكاء على الامام الحسين –علية السلام – والامام علي –علية السلام . سار على منهج الرسول .بالبكاء على الامام الحسين .وهنا نود الاشارة الى ما كتبة المعلم الصرخي حول ذلك في كتابة (الثورة الحسينية والدولة المهدوية ) مستدلا على مشروعية الحزن البكاء وعقد المجالس وبمصادر شيعيّة وسنيّة .حيث قال :
وعلى سيرة المصطفى الأمجد(صلى االله عليه وآله وسلم) سار المرتضى(عليه السلام) ومن المجالس الـتي عقـدها أمـير المؤمنين(عليه السلام) كانت في نفس طف كربلاء وقد عقد المجالس بنفسه وكان(صلوات االله عليه) هو صاحب المنـبر حيث اخذ يرثي الحسين(عليه السلام) وأهل بيته وأصحابه وبكى(عليه السلام) وأبكى ، واستشهد في مجلسه بمجالس النبي(صلى االله عليه وآله وسلم) وبكاء الرسول(صـلى ااعليه وآله وسلم) على الحسين(عليه السلام) واليك بعض ما يشير لهذا المعنى عن طريق أهل السنة :
١ -٢ -٣ -في الصواعق لابن حجر ، والطبقات لابن سعد ، عـن الشعبي قال : مر علي(عليه السلام) بكربلاء عند مسيره إلى صفين فوقف وسأل عن اسم الأرض فقيل : كربلاء ، فبكى(عليه السلام) حتى بل الأرض من دموعه ثم قال(عليه السلام) : { دخلت على رسول االله(صلى االله عليه وآلـه وسلم) وهو يبكي فقلت : ما يبكيك يا رسول االله(صلى االله
عليه وآله وسلم) ؟ قال(صلى االله عليه وآله وسلم) : كان عندي جبرائيل آنفا واخبرني ان ولدي الحسين يقتل بشاطئ الفرات بموضع يقال لها كربلاء} . انتهى كلام االمعلم الصرخي.
اصبح واضحا وجليا ان الثورة الحسينية ثورة عالمية بكل المقاييس وتحوي من العبر والدروس والمآثر .ومن هنا تكمن اهميتها ،رغم البدع والظلال والتحريف فان نورها وحرارتها في قلوب المؤمنين لا تنطفئ الى يوم القيامة .
https://b.top4top.net/p_992out1n1.png