بقلم : قيس المعاضيدي
الحكم بين الرعيّة ليس شهوة أو رغبة أو أمنية .وإنما أمانة أمام الله أولًا وأخيرًا ،بأن يضع في مخيلته وتفكيره أنه الخادم الصغير والمضحي الأول من أجل الناس جميعًا، ذو الصدر الرحب والعقل الكبير لاستيعاب الناس على اختلافاتهم ،مهما كان تفكيرهم تجاهه .وغير ذلك غير مقبول فليتنحى جانبًا ،إن كان يريد مصلحتهم ؟؟!!. وإن رفض هنا تكمن الطامة الكبرى والمصيبة العظيمة .ومن هنا يبدأ طريق الطغيان والدكتاتورية والتغطرس وما يرافق ذلك من انتكاسات وأزمات .!! والمتشبث بالسلطة تلك نهايته المحتومة التي تنخر في عقله كالوباء إلى مرحلة الاستفحال والضعف والوهن وتحجر العقل وظلاميته .فالشواهد كثيرة في التاريخ الإسلامي .وفي هذا المقام ذكر المحقق الصرخي في إحدى محاضراته قائلًا:
]من الخطأ الجسيم، ومن الطعن بالدين، ومن التدليس الشنيع أنْ نخلط بين السلطة (الحكم، التسلط) وبين الإمامة الحقيقية، الإمامة الإلهية، الإمامة المجعولة من الله سبحانه وتعالى، هذا ليس بصحيح، الإمام الذي جعله الله سبحانه وتعالى إمامًا وخليفةً يبقى على إمامته كما في إمامة الأنبياء والمرسلين وهم الكل إلّا البعض القليل والنادر ممن حصل على السلطة والحكم لكن باقي الأنبياء والمرسلين لم يتحقق لهم هذا، فهل تسقط منهم الإمامة؟!![ انتهى كلام المحقق الصرخي.
خلاصة الكلام أن كل من يعمل بجد واخلاص لله كالماسك على جمرة لأن عمله هذا يغيض من يريد أدنى النعم وأضرّها وأتعسها . وتلك عقبة أمام من يعمل لخدمة الناس بأمانة وصدق وكفاءة ومهنيّة . مثال ذلك حكم الإمام علي هل ظلم أحد أو أجحف شخص ؟؟.ولكن هذا أثار المارقة والنواصب ،الذين ما فتأوا يدبرون المؤامرة تلو المؤامرة إلى آن الأمر ألا يختاروا إطاعة الامام لله - سبحانه وتعالى- الخالصة لأنه يخشى الباري-عز وجل- وعبادته له عبادة الأحرار وينسى الدنيا أمام خالقه لأنه وجد الله يستحق العبادة فعبده وغير عابء بالدنيا وزخرفها وزبرجها .
https://b.top4top.net/p_995r8oj61.png