بقلم: قيس المعاضيدي
إن الإمام الحسين –عليه السلام- أمينا على الرسالة التي كلف بحملها، وهو بمقام يؤهله على حملها بجدارة وقد وقع التكليف علية قبل ولادته، وبلحاظ ذلك فإن الإمام الحسين –عليه السلام- أُعدّ بشكل دقيق وواضح ولم يكن وليد الصدفة حاشا لله. أو لم يكن شخص قد وقع علية الإختيار وحصل البداء واختير الإمام . تعالى الله عن ذلك. والأدلة واضحة وجليّة وأكد عليها الطرفان من الروات، وكلها تذكر إن الأنبياء تمنوا الرجعة في آخر الزمان للأخذ بثأر الإمام الحسين -–ليه السلام- في دولة العدل الإلهي بقيادة قائم آل محمد، وأن الرسول محمد –صلى علية والة وسلم– أول مَن أقام المأتم على الإمام الحسين –علية السلام- ولا توجد طائفة دينيّة لم يصلها أو لم تعرف أو تسمع بتلك المعلومة، وأصبح الكلام حول الثورة الحسينيّة بنحو واقع لا يمكن إنكارها مهما تعجرف أو بلغ حد أقصى من التكبر وتفرعن وكل نبي ذكر ذلك لقومه. وإن فرعون كان يعرف الخالق -جل وعلا- لكنة عاند وتكبر ولكن بالنهاية أقرّ رغم أنفة وعرف حجمة وحدود عقلة وقد أذعن وأصبح مثالًا لكل من تكبر وعاند. مثله كمثل من ينكر الثورة الحسينية.
وفي هذا المقام .ذكر المحقق الصرخي في بحثة " الثورة الحسينية والدولة المهدوية " مستدلًا خلاله على مشروعية الحزن والبكاء وعقد المجالس وبمصادر شيعية وسنّية جاء فيه:
[[جرت السيرة الإلهية المقدسة في دعوتها الصادقة الرسـالية الإسلامية على إعطاء صفة الاستمرارية والديمومة والتجديد على طول التاريخ وهذا الإجراء لابدّ منه مـادام إبلـيس والهوى والنفس وشياطين الجن والإنس كلّهم أعداء الحـقّ ومسيرته، ولهذا تتالى بعث الأنبياء والمرسلين - عليهم الصلاة والسلام - وتلازم مع ذلك مـساندة ومـؤازرة الأنبيـاء والصالحين - عليهم السلام -، وعلى هذه الـسيرة كانـت الثورة الحسينية حياة وروحًا وصـيانة للنهـضة وامتدادًا للرسالة المحمدية - صلوات الله على صاحبها الـنبي وعلـى آله -، وعلى هذا الأساس احتاجت النهضة الحسينية الـتي جعلها الشارع المقدس المحـور والقطـب إلى الاسـتمرار والديمومة والتجديد على طول التاريخ حتى تحقق الأهداف الإلهية التي من أجلها اتّقدت وانطلقت الثـورة المقدسـة]]. انتهى.
إن كل مَن عبَّر عن القضية الحسينية لا يساوره أي شك بإنسانيتها وسعتها وأهادفها السامية. وهي مدونة لكل من أراد التحرر من أشكال العبودية لغير الله -سبحانه وتعالى- وضوء ساطع لمن أراد الإنتصار لقصية الحق وتجديدها. وشاهد الحال أن الطوائف الغير إسلامية وكتّابهم وفلاسفتهم يكتبون ويستلهمون العبر والدروس منها وهذا دليل سعتها وشموليتها وأهدافها العالية. فهل يبقى شك في مشروعية البكاء وإقامة المجالس الحسينية عليها ؟؟.
https://f.top4top.net/p_996j4rdi1.jpg