بقلم: قيس المعاضيدي
إن الغزو الثقافي يعد مقدمة لكل استعمار واحتلال على مرِّ الأزمان يحكي لنا التأريخ كيف عملت الدول الإستعمارية على إرسال فرق تبشيرية للمناطق التي يراد احتلالها، وذلك بتحسين صورة المحتل حتى يحظى بمقبولية لدى الشعوب التي يُراد الإستيلاء على أرضها واستباحة خيراتها، وجعلها مرتعًا للمحتل الفاسد وبدون مواجهه ومعارضة تشهد. أي (قتل الروح الوطنية والمعنوية)، للشعب وجعله أصم وأبكم. وأيضًا عمل المحتل على استقطاب العلماء والوعاظ حيث يختارون أصحاب النفوس الضعيفة وناقصي الغيرة والخونة، لجعلهم ألعوبة بأيديهم ليساعدوهم في احتلالهم ليقوموا بالدور المهم وهو قتل الوطنيّة والشجاعة عند الناس وإسكاتهم، ليفعل المحتل ما يفعل وخير شاهد على ذلك ما فعله الإستعمار الحديث والمعاصر للوطن العربي والى يومنا هذا وشعاراتهم (بأنهم محررين لا فاتحين) وغيرها من الذرائع. واليوم عمل الإحتلال الأمريكي للعراق كذلك. كما عمل الإستعمار السابق على كسب رجالات الدين والوعاظ ليطفئوا روح المقاومة الشريفة ضد الإحتلال العسكري والفكري. والتي حتى المحتل أقرّ بمشروعيتها ورفضها وعاظ السلاطين بأن: [بان المحتل جاء ليخلصنا من صدام [وأيضا] هؤلاء القوات هم قوات صديقة [و] الدين محفوظ [فماذا يفعل الإنسان البسيط الذي يرى واجهاته يقولون هكذا؟؟. ألم يستسلم ويصمت ويقبل بكل شيء من المحتل؟!.
ولكن أيضًا يذكر التأريخ بأن هنالك صفحات كتبت وبكل فخر وزهو وتتباهي وتزخر بأسماء وطنية من العرب من القادة العسكريين وصولاتهم بالميدان والكلمة الشريفة، حيث واجهوا أشرس غزوات الكفر والإلحاد والبدع والظلال ولم تثنيهم أبواق وعاظ السلاطين وإعلامهم المزيّف. فقد تصدى هؤلاء الرجال لحركات الردة ضد الإسلام وطمس الهوية الإسلامية من بدع وخرافات تخدم المحتل والحاقد على الإسلام من التيمية المارقة والحركات الأخرى. وكم تحمل النبي -صلى علية وآلة وسلم– من عناء في التصدي لذلك وبعده آل البيت الأطهار ضد النواصب والمارقة والقاسطين. واليوم تطل علينا خرافات التيمية، والتي تحت غطائها احتل الدواعش البلاد الإسلامية ليرفعوا شعار الإسلام ليخدم مصالحهم وما فعل الدواعش في العراق خير شاهد وبطرقهم بالتحريف مستغلين السذج وفاقدي العقول. فعندما وكما أسلفنا تصدى رجال لصد لحملاتهم واحتلالهم. وأيضا تصدى الأستاذ المحقق الصرخي للغزو الفكري المتطرف. حيث جعل من أفكار الدواعش التيمية المارقة وبدعهم وخلافتهم (زائلة وتتشرذم) بعدما كانوا يتبجحون (قائمة وتتمدد). الذي قال محذرًا الدواعش في إحدى محاضراته من بحث (الدولة المارقة في عصر الظهور منذ عهد الرسول –صلى علية وآله وسلم- جاء فيه قائلًا:
أتباع ابن تيمية المارقة يأخذون من الزاملتين من الكتب الإسرائيلية ولا يأخذون ويذكرون شيئًا عن أهل البيت -سلام الله عليهم-!!! لا يذكرون شيئًا عن منبع الحكمة، والقرآن الناطق، الذين أوصى بهم وباتّباعهم النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-. [انتى] .
فلولا هؤلاء الرجال الذين وقفوا بوجه الإستعمار بكل أشكاله ودافعوا بكل شجاعة ضد الإحتلال بالكلمة الوطنية الهادفة والسلاح ليرفعوا الروح القتالية الوطنية. وعودة الرسالة الإسلامية المحمدية الصحيحة، لقبل الناس بخرافاتهم .
https://b.top4top.net/p_995fhod21.png