بقلم: قيس المعاضيدي
إن القائم على العزاء الحسيني يشعر بفخر أنَّه قدَّم شيئًا تجاء قضية كبرى بكت عليها الملائكة والأنبياء والمرسلين والأوصياء والصالحين. والتأسّي متأتِّي من أحقيّة الثورة الحسينية ورسالتها السماوية ولم توازيها ثورة عبَّرت عن حقوق المظلومين. في ضوء ذلك لا يستطيع أحد إنكارها. والدليل حرارتها في قلوب المؤمنين لا تنطفئ الى يوم القيامة. وهي أيضًا بابًا من أبواب الشفاعة عند الخالق –جل وعلا- وخذ ما شأت منها وفي أي مورد ودرس وعبرة، وفي هذا المقام ذكر المحقق الصرخي في بحثه "الثورة الحسينية والدولة المهدوية" قائلًا:
))ذكر الإمام الحسين -عليه السلام- والتأسي بـه ومـذاكرة واقعة الطفّ وعقد المجالس والبكي والتباكي بها والحثّ على ذلك من قبل الأنبياء -عليهم السلام- وخاتم النبيين –صلوات الله عليه وعلى آله- وسيد الوصيين -عليه السلام- وأبنائـه المعصومين -عليهم السلام- كلّ ذلك يـصبّ في إعطـاء الروح والحياة والإستمرارية والديمومة والثبوت لثورة الإمام الحسين -عليه السلام- ولكن مع هذا يبقى السؤال: إنّ ثورة الإمام الحسين -عليه السلام- والتأكيد عليها والحثّ علـى استمراريتها والحفاظ عليها عبر التأريخ الأرضي والسمائي ما هي غايتها وهدفها النهائي الأقصى؟، وكيف سـيتحقق الهدف المقدّس وعلى يد مَن؟!!)). انتهى كلام المحقق الصرخي .
الثورة الحسينية حدث سماوي واختبار وابتلاء للبشرية جمعاء، وتساؤل لمن لم يعرفها على حقيقتها بعد. وهو كيف انتصر ثلة قليلة على جمع هائل مدجج بالسلاح مدعومًا بالإعلام والشياع من سواد ووعاظ سلطان؟. ورغم التضحيات ونزف الدماء وسبي العيال إلا أنه انتصر الدم على السيف.
https://a.top4top.net/p_999jmqc41.jpg