بقلم: قيس المعاضيدي
المجالس التي تقيمها مكاتب السيد الأستاذ الصرخي .لم تكن اعتباطية أو مزاجية، بل هي تعبير عن واقعة الطفِّ الخالدة والدماء الزكية التي سالت فيها، الواقعة التي أبكت الملائكة وساكني السماء قبل الأرض. ولوقعها الأليم رفع شعار الأخذ بثأر الإمام فيما بعد وعُبِّر عنه باللون الأحمر. ومثالًا عليه ترفع راية حمراء فوق قُبّة ضريح الإمام الحسين –عليه السلام- في شهري محرم وصفر .
وقد لبس المعزون في مجالس ومهرجانات شور منهج آل الرسول (تَقْوى -وَسَطِيّة - أخلاق) اللون الأحمر، مستذكرين واقعة الطف الأليمة، وقضية الحسين -عليه السلام- الخالدة، ومشروعها الإلهي الإستشهادي وقرابين الدم الذي أجمع على قيامه السلف والخلف من هذه الأمة على اختلاف مذاهبها ومشاربها، بعد أنْ فهموا فلسفته واستدلاله على الفداء والتضحية، من أجل ما يحبون ويعتقدون بطلب الثأر، وشعار لمن يُقتل ولم يؤخذ بثأره، والدال على الإستعداد والتضحية والشهادة وتقديم الدماء رخيصة لصاحب الثأر الإمام المهدي -عليه السلام- عند ظهوره بين الركن والمقام مناديًا: ألا يا أهل العالم، أنا الإمام القائم، ألا يا أهل العالم، أنا الصمصام المنتقم، ألا يا أهل العالم، إنّ جدّي الحسين قتلوه عطشانًا، ألا يا أهل العالم، إنّ جدّي الحُسين -عليه السلام- طرحوه عريانًا، ألا يا أهل العالم، إنّ جدّي الحسين سحقوه عدوانًا، فينادي يا لثارات الحُسين، فيوم استشهاد الإمام الحسين -عليه السلام- بكت السماء ومطرت دمًا عبيطًا، ولبست الأرض كسوة حمراء، احمرّت منه البيوت والحيطان، ومكثت الشمس أربعين يومًا، تطلع بحمرة وتغرب بحمرة، ليلازم اللون الأحمر قزح الطف وثأره، وتعود بنا الأفكار إلى لحظات من بدايات عمر الإمام الحُسين -عليه السلام- وهو يصلي مع جدّه المصطفى -صلى الله عليه وآله وسلم- وهو يلبس حُلة حمراء وقال له: يا قرة عيني أي لون تريد حلتك؟ فقال الحُسين: يا جد، أريدها حمراء ففركها النبي بيده في ذلك الماء فصارت حمراء كالياقوت الأحمر فلبسها الحسين -عليه السلام- فسرَّ النبي بذلك.
"لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى ***حتى يُراق على جوانبه الدم"،
جعلنا وإياكم من المعزين والقائمين على الشعائر الحسينية والآخذين بثأر الإمام الحسين –عليه السلام- مع إمام منصور من آل بيت محمد –عليه وعليهم السلام– يوم ينادي المنادي يا لثارات الحسين.
https://b.top4top.net/p_1003v3xmo1.pngv []d]