بقلم : قيس المعاضيدي
إن ذكر الموت عبادة وتمني الموت حرام كما ورد في المأثور عن أهل البيت-عليهم السلام- وعلى كل إنسان أن يعمل جاهدًا على جعل الدنيا طريقًا للآخرة ولا تشغل كل همه لأنها دار زوال وفناء وهذا لم يأتِ بالسهل بل مراقبة النفس ومحاسبتها وإن زلت يعيدها لطريق الحق ليثبتها عليه لأن الشيطان متربص للإنسان ليغويه لأنه قطع على نفسه عهدًا أن لا ينصح إنسان كما ورد عن رواية لحوار الشيطان مع نبي الله يحيى-عليه السلام- والإنسان المستقيم كالماسك على جمرة وسط بحر هائج من المنكرات واللذات التي كل همها إنحراف الإنسان عن جادة الصواب .وبلحاظ ذلك نذكر مقتبس من المحاضرة {8} من بحث (ما قبل المهد إلى ما بعد اللحد) من بحوث: تحليل موضوعي في العقائد والتاريخ الإسلامي للمرجع المعلم الصرخي قائلا:
] قال الإمام زين العابدين-عليه السلام -: أمّا بعد كفانا اللّه وإيّاك من الفتن ورحمك من النار، فقد أصبحت بحال ينبغي لمن عرفك بها أنْ يرحمك، فقد أثقلتك نعم اللّه بما أصحّ من بدنك، وأطال من عمرك، وقامت عليك حجج اللّه بما حمّلك من كتابه وفقّهك من دينه وعرفّك من سنّة نبيّه محمد - صلى الله عليه وآله -، فرض لك في كلّ نعمة أنعم بها عليك وفي كلّ حجة احتج بها عليك الفرض، ... فانظر أيّ رجل تكون غدًا إذا وقفت بين يدي الله فسألك عن نعمه عليك.[ انتهى كلام المرجع المعلم الصرخي.
جاء في دعاء العديلة ] أقول: قَد وَرَد في الأدعية المأثورة اَللّـهُمَّ اِنِّى اَعُوذُ بِكَ مِنَ الْعَديلَةِ عِنْدَ الْمَوْتِ، وَمعنى العديلة عند المَوت هُوالعُدول إلى الباطِل عن الحقّ وهُوبأن يحضر الشّيطان عند المحتضر ويوسوس في صَدره ويجعله يشكّ في دينه فيستل الايمان مِن فؤاده، ولهذا قد وَردت الاستعاذة منها في الدّعوات،[ وجاء فيه ) اَشْهَدُ اَنَّ الْمَوْتَ حَقٌّ وَمُسآءَلَةَ الْقَبْرِ حَقٌّ وَالْبَعْثَ حَقٌّ وَالنُّشُورَ حَقٌّ ز وَالصِّراطِ حَقٌّ، وَالْميزانَ حَقٌّ، وَالْحِسابَ حَقٌّ، وَالْكِتابَ حَقٌّ، وَالْجَنَّةَ حَقٌّ، وَالنّارَ حَقٌّ، وَاَنَّ السّاعَةَ اتِيَةٌ لا رَيْبَ فيها، وَاَنَّ اللهَ يَبْعَثُ مَنْ فِى الْقُبُورِ،) اسأل الله وإياكم أن يجعلنا من السائرين والثابتين على طريق الحق .
https://s1.gulfupload.com/i/00050/ht8v8x527ph0.png