قلم: قيس المعاضيدي
إنَّ مشاعر الحزن، هي عيش المصيبة بأحاسيس صادقة تظهر على ملامح الإنسان ينتج عنها ذرف الدموع أو اللطم أو الصراخ أو الإمتناع عن الأكل والشرب. أمّا مَن يوجد عنده مبدأ متيقن من أحقِّيته بدرجة قطعيّة ومستعد للتضحية بالغالي والنفيس في سبيله. فكيف إذا كان صاحب المصيبة هو امتداد لرسالة سماوية مسددة ونبي الله الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلّا وحي يوحى، وخاتم الأنبياء والمرسلين قد أرسله الباري -عز وجل- رحمة للناس. بعثه ليتمِّم مكارم الأخلاق، ولنا فيه أُسوة حسنة هو وآل بيته أصحاب الكساء –عليهم السلام- ومسند بحديث الرسول بأن السموات والأرض خُلِقَت لأجلهم. وهم أوصيائه من بعده كمنزلة هارون من موسى لكن لا نبي بعد النبي محمد –صلى الله عليه وآله وسلم- وهم أولياء بعده وهم حجة الله على الناس. وهم أئمة مفترضوا الطاعة، وأهل علم وتقوى وشجاعة.
بلحاظ ذلك دُبِّرت ضدهم المؤامرات ودست لهم السموم. أما مصيبة كربلاء فالكلام هنا أعظم و لا يوم كيوم الإمام الحسين كما قال الإمام الحسن المجتبى –عليهم السلام- فقد بكت عليه السموات والأرض. وهي مبلغة للأنبياء قبل ولادة الإمام الحسين –علية السلام– ولعظم الحدث فإن الأنبياء تمنَّوا الرجعة في دولة العدل الإلهي مع قائم آل محمد –علية السلام- للأخذ بثأر الإمام الحسين وهي عملية حزن صادقة. وهذه مرتبة مشرفة ودرجة إيمان عالية تجاه قضية مسددة من الله -سبحانه وتعالى- وفي هذا المقام قال الأستاذ المعلم الصرخي في بيان "محطات في المسير إلى كربلاء" جاء فيه:
))في أيام عاشوراء محرم وصفر الحزن والألم والمصاب بالرسول الأمين والحسن والحسين السبطين وزين العابدين والرضا في أرض طوس الغريب المدفون -عليهم وعلى آل بيتهم الصلاة والسلام والتكريم- علينا أنْ نذكر بعض ما يلزم أنْ يكون حاضرًا وشاخصًا لنا في كل مقام ومقال كي نكون صادقين في حبِّ الحسين -عليه السلام- وموالاته، وإلّا ففي النفاق ومع المنافقين والعياذ بالله)). إنتهى.
القضية الحسينيّة أصبحت مثلًا عاليًا يحتذى حذوها في جميع مفاصل الحياة الإجتماعية والسياسية وغيره.
https://g.top4top.net/p_1013rezjl1.png