بقلم : قيس المعاضيدي
ان الزيارة والتزاور بشكلها الاجتماعي تعبر عن مد الصلات والترابط الاجتماعية بين الناس، فالانسان اخو الانسان .حيث جاء في : روائع نهج البلاغة للإمام علي (علية السلام ):
((الناس صنفان: إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق)) .ومن هذا المنطلق جرت العادة على زيارة الانسان للآخرين للتباحث في أمور تهم الطريف، او تحقيق مصالح أو حضور مناسبة .كما السياسة الدولية وعلى مستوى العوائل وهكذا .ناهيك عن بطاقات التهنئة والتعازي بين الدول .او زيارة معلم ديني على هامش مشاركة رؤساء الدول في مؤتمر .او زيارة قبر لبطل ثورة او زيارة متحف للتعرف على ثقافة الدول .وايضا يعلم العالم جميعا .لما لمكة المكرمة من مكانة دينية في نفوس المسلمين .هذه نبذة بسيطة عن الزيارة .
او كانت الزيارة لضريح امام او اي شخصية دينية اسلامية .ماذا يفهم من نية الزيارة هل عبادة صاحب الضريح او عبادة الحجر ،دون الباري عز وجل .هذه وغيرها مما احتج بها المارقة التيمية على من يزور الاضرحة !!! ولتوضيح اكثر نود ان نطلع على ما ذكرة االمحقق الاستاذ الصرخي. وهو مقتبس من البحوث والمحاضرات العقائدية والتاريخية للسيد المحقق الصرخي التي أبطل من خلالها المنهج التكفيري الداعشي المارق في تحريم زيارة القبور وتكفير من يزورها :حيث قال:
]هل يستدلّ ويثبت من الروايات فعلًا عدم جواز شدّ الرحال لغير هذه المساجد الثلاثة: المسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الأقصى؟ (هنا الكلام وهذا هو الاستفهام) وهل يُفهم منها ويَثبت بها ما ترتّب من مصيبة كبرى وفتنة تكفيريّة قاتلة تبيح أموال وأعراض وأموال الناس بدعوى أنّ الحديث يدلّ على حرمة زيارة القبور ومنها قبر الرسول الكريم - عليه وعلى آله الصلاة والتسليم-؟ وأكتفي بذكر بعض الموارد التي تتضمن بعض الموارد الشرعيّة وغيرها تفنّد ما يستدلّ به جماعة التكفير على انتهاك حرمات مقابر المسلمين وأمواتهم بل وتكفير وقتل أحيائهم ذكرنا أولًا وثانيًا وثالثًا ورابعًا، ووصلنا إلى:المورد السابع: زيارة قبره الشريف - صلى الله عليه وآله وسلم - حاشية ابن حجر الهيثمي على الإيضاح للنووي، قال الحافظ ابن حجر الهيثمي: قوله: (وقد روى البزار والدار قطني بإسنادهما عن ابن عمر - رضي الله عنهما -قال: قال: رسول الله - صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم -: من زار قبري وجبت له شفاعتي) قال الهيثمي: رواه أيضًا ابن خزيمة في صحيحه وصحّحه جماعة كعبد الحقّ والتقي السبكي، ولا ينافي ذلك قول الذهبي: طرقها كلها ليّنة، يقوّي بعضها بعضًا.ورواه الدارقطني أيضًا والطبراني وابن السبكي وصحّحه بلفظ "مَنْ جَاءَنِي زَائِرًا لا تحمِلهُ حَاجَةٌ إِلّا زِيَارَتِي، كَانَ حَقًّا عَلَيَّ أَنْ أَكُونَ لَهُ شَفِيعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ". ( لاحظ، زار النبي ليس لمسجد النبي، وليس لشدّ الرحال لمسجد النبي، من جاءني زائرًا لا تحمله حاجة إلّا زيارتي، إذًا قَصَدَ الزيارة ونفس الزيارة[ انتهى كلام المحقق الاستاذ لصرخي.
كل هذه الادلة وغيرها وجهت للمارقة التيمية لتذكرتهم، لعلهم يتذكروا قدرة الخالق –عز وجل -عليهم ويرجعوا عن عنادهم وتكبر هم وتجنيهم على ارادة الله –سبحانه وتعالى – ويذكروا نعمة الله عليهم لأنه وهبهم العقل حتى يستخدموه لما يرضيه وبذلك يشكروا الخالق .ولكن هل سيسمعون؟ . قال العزيز القدير :}وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ{سورة آل عمران (189).
https://b.top4top.net/p_1014oc6a31.jpg