المحقق الصرخي ... إسقاط المرأة لحملها مما لا جواز فيه .
قال تعالى ( مَنْ قتل نفساً بغير نفسٍ أو فسادٍ في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً و مَنْ أحياها فقد أحيا الناس جميعاً ) 32/ المائدة من الواضح أن هذه الآية المباركة تعطي الانطباع الصحيح في وجوب احترام النفس المحترمة و عدم المساس بها حتى في أحنك الظروف فقد وضعت الميزان القسط لإقامة القصاص العادل عليها وفق مجريات ظروف ملائمة و مقدمات تتحقق قبل إنزال الحساب العسير عليها فيما يختص بقتل النفس و انتهاك حرمتها فمن خلال تلك الكلمات القرآنية نجد أن هذه العقوبة لا تمارس إلا إذا ارتكبت النفس جريمة أو اقترفت ذنباً لا يغتفر وهو قتل نفس أخرى بدون مبرر شرعي أو حكم قانوني ، أو ثبت بالدليل سعيها الجاد لنشر الفساد و الإفساد في الأرض وبين العباد و بخلاف ذلك فلا يمكن زهق الأرواح و قتل النفوس وهذا ما أكدت عليه الآية الأنفة الذكر، ومع تفاقم ظروف الحياة الصعبة و قلة فرص العمل و تقاعس الإنسان في السعي وراء رزقه و الكد الجاد في الحصول على لقمة العيش حيث بدأت السماء تمسك من غيثها و الأرض يدق فيها ناقوس الخطر فيما يتعلق بأمور الزراعة و شحة مواردها اللازمة لنجاحها بسبب فساد الناس سواء في البر أو البحر وكما صرح بذلك القران الكريم حتى باتت تشكل ذريعة للكثير من المجتمعات في قتل النفوس البريئة بحجة عدم القدرة على توفير المعيشة و الغلاء الفاحش يقابله ندرة بفرص العمل و زيادة أعداد الأسرة إلى مستوى رقمي لا يُستهان به فبات القائمين على إدارتها سواء أكانوا رجالاً أو نساءاً عاجزين عن إيجاد مستويات جيدة للعيش الكريم مما يضطرهم إلى قتل الأبناء و البنات حتى لو كانوا في الأيام الأولى من الحمل خاصة عند النساء الحوامل و بعنوان إسقاط الجنين بحجج واهية و أعذار لا تمت للحقيقة بصلة وهذا بحد ذاته يُعتبر جناية بحق الإنسانية و جريمة لا تغتفر لان السماء قد تكفلت برزق العباد سواء أكانوا صغاراً أم كباراً فكل مخلوق يأخذ رزقه لا رزق غيره مهما حاول جاهداً و أستخدم كل الأساليب و الحيل و الطرق الغير مشروعة للاستيلاء على رزق الآخرين فإنه حتماً سيعود خائباً و خال الوفاض، فعملية إسقاط الجنين عند النساء باتت قضية مستساغة ولا حرج فيها في حين أن الشارع المقدس قد نهى عن ذلك مهما كانت الأعذار المقدمة عندهن جاء ذلك على لسان المعلم الأستاذ الصرخي الحسني الذي كشف عن موقف الدين و الشارع الإسلامي تجاه هذه الجريمة البشعة من خلال إجابته على استفتاء وجه لسماحته وهذا نصه : ( سماحة المرجع الديني السيد الصرخي الحسني – دام ظله – السلام عليكم و رحمة الله و بركاته هل يجوز للمرأة إسقاط حملها إذا علمت به في الأسبوع أو الأسبوعين الأولى للحمل لكونها كبيرة السن و تعيش ظروف مادية صعبة المعيشة و تسكن بيت إيجار و لديها أبناء و بنات طلاب و يحتاجون لمصاريف كثيرة ؟ ) فأجاب الأستاذ الصرخي رداً على هذا الاستفتاء قائلاً : ( بسمه تعالى لا يجوز ذلك . انتهى ) .
https://bit.ly/2ENMCN8 بقلم محمد جاسم الخيكاني