بقلم :قيس المعاضيدي
لكل مصلح أعداء ومبغضين ومعاندين، يتربَّصون به الدوائر ويتحيَّنون له الفرص للإنقضاض عليه والإنتقاص منه. ومحاولة كسب الرأي العام (الشياع) لأجل قتله -روحيًّا ومعنويًّا- لدى عامّة الناس، وبعد ذلك شنِّ الحرب المادية عليه. والسؤال: هل تثني المؤامرات من عزم المصلح؟. حسب الوقائع التأريخية التي تؤكد أن لكل مرشد أو مفكِّر إصلاحي مبدأ لا يتخلَّى عنه، وإنه واثق من نفسه وهو على بصيرة من أمره ولو دفع حياته ثمنًا لذلك، وإن تلك الأفعال بديهيه، لأن مَن شنَّها ضدّه لم يكن قد اعتاد على مَن يعارضه لسيطرته على مقدرات الآخرين. كما كان موجودًا في مكة المكرمة قبل الإسلام. حيث سيطر كبار قريش على جميع مفاصل الحياة حتى على معتقداتها الدينية فقد كانت بيد كبارها. وحتى الأدب كان بموافقتها وبإشرافها لأنها الكبار هم مَن قيَّموا القصائد الشعرية التسعة التي كرموها بتعليقها على جدار الكعبة. ولا يوجد كلام يدنوا من تلك القصائد، وبعد ظهور الإسلام الحنيف ورسالته السمحاء التي حملها ذلك الإنسان الأُمِّي الذي لم يكن من أغنياء قريش ولا من كبارها. لكنه فنّد تلك البلاغة المتسلِّطة وما رافقها من جاه وأموال.
فعملت قريش وقامت قائمتها ضد ذلك الرجل المصلح وشنّوا ضدّه الحروب الضروس. ذلك هو النبي محمد –صلى عليه وآله وسلم– الذي تحمل ما تحمل من قريش حتى قتلوا وشرَّدوا أصحابه فهاجر النبي مع أصحابه وصد الحروب بقلب ملؤه العبادة الحقيقة لله ومن تبعه من الثلّة المؤمنة الصالحة وأنشأ بالعدل والمساواة دولة إسلامية.
وبعد النبي أهل بيته –عليهم السلام- الذين يخشون الله ويوحدونه. ومن أجل دين الله –سبحانه- أيضًا تحمّلوا المآسي. وفي ذلك، قال الأُستاذ المحقق الصرخي في المحاضرة {13} من بحث (الدولة.. المارقة... في عصر الظهور... منذ عهد الرسول -صلى الله عليه وآله وسلّم-) ضمن سلسلة بحوث: تحليل موضوعي في العقائد والتأريخ الإسلامي جاء فيه:
((ساعدكم الله يا أهل بيت النبوّة، كم تحملتم من الخوارج النواصب المارقة على طول التاريخ؟!، اللهم العن مبغضي آل بيت محمد الصادق الأمين -عليهم الصلاة والتسليم-)) انتهى.
الشعب الذي تعلّم وفهم الدرس. يجب أن ينهض بالأهداف السامية ورعايتها والدفاع عنها لأن صاحب المبادئ أثّر فيه وجعل منه دعاة صالحين بالتقوى والعمل الصالح ولا تأخذهم في الله لومة لائم. مهما تفرعن الطغاة فان (الشعب أقوى من الطغاة) كما قال الفيلسوف الاسلامي المظلوم آية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر -قدس-)) الذي استشهد وهو لم يتنازل عن مبادئه ورسالته التربوية الاسلامية فطوبى للمصلحين فسدد الله الأحياء ورحم الأموات .//b.top4top.net/p_1023dpm0k1.png?fbclid=IwAR0dwnk5_LKROIx8Qd