أشبال الشور رسل السلام و دعاة الكلمة الصادقة تجول في خواطرنا الكثير من الاستفهامات التي تبحث عن الإجابات لها ومن أهمها لماذا تعمل الأمم المتحضرة في مختلف مجالات الحياة على بناء جيل متكامل من حيث الأخلاق و المنطق و التفكير بدءاً من الأطفال وهم في مقتبل العمر ؟ وعند الإجابة على هذه الاستفهام علينا أولاً أن نلقي نظرة دقيقة على مجريات الأحداث التي تمر بها البشرية وما يُسفر عنها من نتائج قد تكون سلبية ليست لصالحها أو إيجابية تحقق لها مقدمات الإصلاح و الحياة الكريمة ؟ فالأمة التي لا تمتلك المقدمات الناجحة في مواجهة الظروف الطارئة فهي ومن دون أدنى شك ستكون لقمة سائغة لذئاب الفكر المتطرف و مرتزقة شريعة الغاب، في حين أن الأمة التي تعمل وفق ما يمليه عليها العقل و المنطق السديد في بناء القاعدة الإنسانية من موارد بشرية وعلى مستوى عالٍ من العلمية و المعرفية و الفكرية حتماً ستكون عصية على رياح التطرف الفكري و الضحالة العلمية لأصحاب العنصرية الفاسدة و الطائفية الدموية ؛ لأنها عملت و اجتهدت ولم تضيع وقتها باللهو و اللعب و ملذات الحياة ونحن نرى مصاديق تلك الأمة الناجحة في مدارس الشور وما تقدمه من مادة علمية و فكرية تجعل من الأطفال بمثابة رُسُل السلام إلى مختلف أصقاع المعمورة، بالإضافة إلى ما تغرس فيهم من حب الآخرين و كيفية التعامل معهم وعلى منهاج حب لأخيك ما تحب لنفسك فكانت قيم الوسطية و الاعتدال حاضرة معهم أينما حلوا و ارتحلوا، ولنا في مجالس الشور التي يتصدى لها الأشبال وما تصدح به حناجرهم من كلمات و ألفاظ تنبذ العنف و الطائفية و تدعو إلى المحبة و التسامح و الوحدة و العلاقات الطيبة الحسنة بين أبناء الدين الواحد بل وحتى مع غير المسلمين إيماناً منهم بصلة الرحم القائمة بين جميع أبناء آدم ( عليه السلام ) تماشياً مع حديث الرسول – صلى الله عليه و آله و سلم – القائل : ( كلكم لآدم و آدم من تُراب ) فمن هذا المنطلق الإنساني النبيل نجد أن الشبل حسين الميالي وهو أنموذج بسيط لهذه الثلة المؤمنة بقضيتها قد جسد عنوان السلام و حقيقة الوسطية و الاعتدال خير تجسيد حينما صدحت حنجرته الأصيلة و أمام الجموع الغفيرة المتوجهة إلى زيارة الإمام الحسين ( عليه السلام ) وهو يقرأ كلمات الصدق فيدعو إلى الإخلاص لله سبحانه و تعالى داعياً إياهم إلى إقامة العبادة الخالصة لخالق الأرض و السماء وهذه الحقائق نرى صداها واضح المعالم في البيان رقم ( 69) المحقق الأستاذ الصرخي و الموسوم ( محطات في مسير كربلاء ) إذ يقول : (( و الآن لنسأل أنفسنا : هل نحن حسينيون ؟ هل محمديون ؟ هل نحن مسلمون رساليون ؟ و لنسأل أنفسنا : هل نحن في جهل و ظلام و غرور و غباء و ضلال أو نحن في وعي و فطنة و ذكاء و علم و نور و هداية و إيمان ؟ إذن لنكن صادقين في نيل رضا الإله رب العالمين و جنة النعيم )) . و الصورة في أدناه تحكي أوضح من الكلمات .
(( و الآن لنسأل أنفسنا : هل نحن حسينيون ؟ هل محمديون ؟ هل نحن مسلمون رساليون ؟ و لنسأل أنفسنا : هل نحن في جهل و ظلام و غرور و غباء و ضلال أو نحن في وعي و فطنة و ذكاء و علم و نور و هداية و إيمان ؟ إذن لنكن صادقين في نيل رضا الإله رب العالمين و جنة النعيم ))
علي_كاظم
ان إحياء الشعائر الحسينية وبالأخص مجالس عزاء الشور والبندرية لما لها من دور وتأثير في نفوس المعزّين وخاصة الطبقة الشبابية منهم وبذلك نكون قد حققنا الهدف والغاية وهي باستقطاب الكم الهائل من الشباب وتخليصهم من الانحراف والشذوذ والانخراط في رذائل الأخلاق وجعلهم النواة لهداية المجتمع من خلال تأثيرهم بأقرانهم وجلبهم لهذه المجالس المباركة وترك مجالس اللهو وما زرعه الغرب الكافر وأعداء الإسلام من أمور في المجتمع الإسلامي فبهذه المجالس يمكن القضاء على هذه الأمور وغيرها وتخليص المجتمع منها.
شذرات من كلام المرجع المعلم السيد الصرخي الحسني