بقلم :قيس المعاضيدي
إن المنهج التكفيري للدواعش، هو امتداد لخط المارقة الذي انبثق منذ صدر الإسلام مرورًا بصفحات التأريخ اللاحقة والى الآن، ولو تتبعنا بداية الدعوة الإسلامية لوجدنا أنه كانت هناك دعوات معارضة معادية للإسلام ولنبي الإسلام –صلى الله عليه وآله- ولمنهاج الإسلام، والشواهد على ذلك كثيرة. الأمر الذي صار أشبه بالندبة في جسد الإسلام الهدف منها تشويه الإسلام ومحاولة تقييد عملية نهوض الإسلام تهدف الى أن تمنع الإسلام من أن يشع نوره ويعم أرجاء المعمورة. فشنّوا على الإسلام الحروب، وأشعلوا فتيل الفتن، واستولوا على المناصب، فوجدوا فيها مراميهم الخبيثة التي كانوا يهدفون من خلالها تدمير الإسلام ومعالم وأخلاق الإسلام. الأمر الذي صار المتحكِّم والآمر والناهي بشؤون أمة الإسلام. بنفس الوقت ليس للضعيف في هذا الخضم حق في أي شيء، وفقط واجبه هو خدمة المتسلط .
وعندما سطع نور الإسلام على يد النبي الأكرم محمد –صلى الله عليه وآله- وجد الضعيف مكانه وحفظ كرامته، في ظل نور الهداية وأصبح المسلمون متساوون كأسنان المشط والرسول محمد -صلى عليه وآله وسلم- بين ظهرانيهم يرسم لوحة إبداع إلهية من أجل أن يوصلها للناس وهي تحتوي على أرفع المبادىء والقيم -العدالة والشجاعة والمؤاخاة وإعطاء الحقوق- فضلًا عن تحرير عقول الناس من أدران الجاهلية والظلام، وبذلك وضع النبي –صلى الله عليه وآله- للمجتمع الإسلامي اللبنة الأساسية لطريق الحق الإلهي، ووحَّد بين جميع الطوائف والقوميات من الأوس والخزرج، وقضى على الطبقيّة فساوى بين الحرّ والعبد. لكن هذا كان يغيظ الذين في نفوسهم مرض .
اليوم وبعد كل الدروس والعبر ولأجل إحقاق الحق يجب الإستمرار على ذلك المسار الذي اختطَّه النبي الأكرم –صلى الله عليه وآله- .ويجب أن لا ينثني عزم الأمة بسبب تهديدات الحركات المتطرّفة الدخيلة، مثل حركة التميمية المارقة من الدواعش الخوارج، وإيقاف حركتهم ومنهجهم وممارساتهم التي هدفت الى هتك الأعراض وسلب الحقوق، وهذا المسار، مسار التصدي للحركات الضالة والفاسدة، مسار سبق وسار عليه أهل بيت النبي -عليه وعليهم السلام– ومن بعده العباد الصالحين. فأدخل أعداء الإسلام نسختهم الجديدة للقبح والإجرام متمثلًا بداعش المجرمة الذي هجّر وقتل وسبى الأعراض ونهب الأموال وأرتكب الكثير من الجرائم تحت غطاء الإسلام والإسلام منهم براء وقد شاركهم بإجرامهم الفاسدين والخونة .
واليوم وبعد أن عاث الدواعش في أرض العراق وبعض الدول العربية. تصدّى المحقق الصرخي لهم وعمل على محاربتهم بالفكر والكلمة والعلم من خلال بحوثه (الدولة.. المارقة... في عصر الظهور... منذ عهد الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم-) وبحث (وقفات مع.... توحيد ابن تيمية الجسمي الأسطوري)، التي فنّد بها خرافات وبدع وتحريف التيمية الخوارج المارقة التي تجاوزوا فيها على الذات الإلهية وعلى المصطفى -عليه الصلاة والسلام- وتجاوزوا فيها على آل بيته الأطهار وصحبه الكرام وفي ذلك انتصار للنبي ولجميع المظلومين وهي إحياء ذكرى وفات أعظم الموحدين في التأريخ.
https://a.top4top.net/p_10376z3771.jpg?fbclid=IwAR2q5QHsSvtTOC5wQzJv_zxEZw9