وقفات مع فقه المحقق الصرخي ... النذر أنموذجا
النذر هو ما يُوجبه الإنسان على نفسه وهذا طبعاً نابع من التقصير الواضح في معرفة تعاليم و أحكام ديننا الحنيف و الهجران الغير مبرر لكتاب الله – تعالى – القرآن الكريم مما يجعله يطرق أبواب تلك المفاهيم الدينية من دون أن يكون ملم بمضامينها المتفرعة في الفروض و العبادات التي تتضمنها ويقع علينا بحكم تبعيتنا للسماء و كونها من الأمور التي لا تقبل الجدال و النقاش فيها فالإنسان وكما هو معروف لدى الجميع يتعرض للكثير من المواقف الصعبة في أغلب الأحيان وهذا ما يُطلق عليه بالاختبار الإلهي الذي لا مفر منه وهنا يظهر معدن جوهره الحقيقي فإن كان قائم على أصول صحيحة أساسها قيم و مبادئ الإسلام فلا مخافة على الفرد المسلم بينما إذا كان العكس فلا يبقى أمامه سوى رحمة الله – سبحانه و تعالى – الواسعة، إذن يجب علينا أن نكون قولاً و فعلاً من العباد الصالحين الأقوياء عند الشدائد و نتحلى بروح الصبر و الطاعة الخالصة و نلتزم بكل ما يقربنا من ساحة تلك الرحمة و نضمن النجاة من مطبات الزمان و علينا أن نفي بكل ما نقطعه على أنفسنا من عهود و وعود و نذر ألزمنا به نفوسنا كي نصل إلى بر الأمن و الأمان بعد أن يأذن الله – جل و علا – و يفرج عنا فهنا لا مماطلة ولا تملص من الوفاء بالنذر و العهد الذي قطعناه على نفوسنا فتلك من الأخلاق الحسنة و مما يُزيد من الثقة القائمة بين العبد و خالقه – تعالى – و مما يقربه من الفوز بسعادة الدارين وهذا كله مما لا خلاف فيه عند جميع المذاهب الإسلامية، لكن ماذا نقول لضعاف النفوس و عديمي الإيمان و ناكثي العهود و المواثيق حباً بالمال و طمعاً فيه مقابل وعدٍ قطعوه مع الله – تعالى – إذا نجاهم مما هم فيه من غمٍ أو كربٍ أو مرض ؟ فلما مَنَّ الله – جل و علا – عليهم و أنقذهم مما هم فيه فإذا هم ينكثون عهودهم و ينقضون مواثيقهم و لا يُعطون ما عليهم من نذور تعهدوا بها بحجة أن إعطاء الأموال الكثيرة ليس من المعقول أو كيف ينفقون أموالهم على أناس ليسوا هم الحق بها أو هم لم يقدموا الجهد الكافي للحصول عليها فتنطبق على هؤلاء الناكثين علامات المنافق و التي من أهمها الخلف بالوعد و عدم الالتزام به و اعتماد الكذب كعملة رائجة لديهم و خيانة الأمانة التي بعهدتهم ومنها عدم الوفاء بما يلزمون به أنفسهم ومنها النذور وهذا مما لم يجوزه المحقق الأستاذ الصرخي في جوابه على استفتاء قُدم له جاء فيه : سماحة المرجع الديني الأعلى آية الله العظمى السيد الصرخي الحسني السلام عليكم و رحمة الله و بركاته شخص نذر نذراً لله إذا شُفيَ من المرض فإن نصف عمله – أي نصف أموال عمله – إلى الإمام المعصوم و لكن بسبب سوء المعيشة و كثرة المؤونة فإنه لا يستطيع الوفاء بهذا النذر فما هو حكم نذره ؟ و هل يجب الوفاء بالنذر ؟ فأجاب الأستاذ المحقق قائلاً : بسمه تعالى يجب عليه الوفاء بالنذر و إلا فعليه كفارة الحنث مع الاستغفار و الله العالم ؟
https://www.gulf-up.com/01-2018/1515013427221.jpg?fbclid=IwAR2vOeRb1s4roHAcUuyyiKjNPEETNHruLbTwpe-Nxq1kFPSfhcYWaxN2GnA بقلم محمد الخيكاني