بقلم : قيس المعاضيدي
ورد ذكر مفردة الاخلاص في مواضع عده في القرآن الكريم .ولفهم معنى الاخلاص يجدر بنا معرفته . فالإخلاص بفتح الخاء واللام ،مشتق من خلص خلوصًا .وهو نقاء أو صفاء أو تنقية الشيء من شيء آخر علق به ،أو عكر صفوه ،أو شوائب أفقدته نشاطه المعتاد أو أضاف له صفة أخلت بلونة أو طعمة .
واصطلاحه : تنقية الأعمال من شائبة الرياء .عاذنا وإياكم من آفاتها .وهنا نجد أن هنالك ارتباط بين التوضيحين ،فقد تكررت كلمة تنقية بينهما لأنها صلب الاخلاص ومقياس معرفته ودرجته العالية . فقد قال الباري-عز وجل- في محكم كتابه الكريم .كما في: { أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ } [الزمر: 3] وقال تعالى : { وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ } [البينة: 5]. وقوله-جل وعلا-{فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} [غافر: 14] ,وقد ذكر الاخلاص واستخدامه سلاح ضد الشيطان لا يستطيع الشيطان مقاومته ومصداق قول الخالق جلت قدرته : {وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ، إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ المُخْلَصِينَ } [الحجر: 40:39].
وقد وصف الباري-عز وجل- انبيائه بالإخلاص كما جاء ليوسف -عليه السلام - في : { إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ } [يوسف: 24] .وأيضًا وصف نبيّه موسى-عليه السلام-{ وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصاً وَكَانَ رَسُولاً نَبِيّ }[مريم: 51].
وفي هذا الموضوع يوضح لنا المحقق الصرخي في مقتبس من البحث الأخلاقي " روح الصلاة " قائلا}:وقذف النور في قلبه واستودعه الإخلاص، كما ورد في الحديث القدسي:( حقيقة الإخلاص: سرّ من أسرار الله - سبحانه وتعالى – لا يعرفه إلّا من أحبّ الله فأنعم عليه الإخلاص سرّ من أسرار أسراري أستودعه قلب من أحببت من عبادي). انتهى كلام المحقق الصرخي .
فالإخلاص طريق النجاة من كل ما يشوب أعمالنا تجاه الباري -سبحانه وتعالى- .وقد قيل من أخلص العمل كتم ذكر حسناته كما يكتم سيئاته ،؟ولا يحب أن يحمد . فعن الإمام علي-عليه السلام -:«طوبى لمن أخلص عمله وعلمه, وحبه وبغضه، وأخذه وتركه، وكلامه وصمته, وفعله وقوله». وأن الاخلاص هو الصفة التي عن طريقها عرفنا بها أصحاب رسول -صلى الله عليه وآله وسلم - فكيف تعمر البلدان وتطبّق الأفكار إذا لم تخلص النية تجاههما .وأهم من ذلك .هو الاخلاص تجاه من خلقنا ورزقنا وهو يميتنا ويحيينا وهو الحي القيوم .وهو الأولى به وموضوعه ومادته .نسأله تعالى الاخلاص في العمل والثبات عليه ،إنه نعم السائل ونعم المجيب .
https://c.top4top.net/p_1143udz001.png...