بقلم :قيس المعاضيدي
إن الإنسان المؤمن جل اهتمامه ارضاء الخالق -جل وعلا- في أعماله وتفكيره وسكناته ،و قيل رأس الحكمة مخافة الله ،وأن تلك الصفة لم تأتِ من فراغ، وإنما من صراع مع النفس الأمارة ،وترويضها وهم على أنفسهم بصيرة .وكان الله يراهم و يرونه. وهي الكمالات الروحية التي ترتقي في سلم الطاعات ،وجميع أعماله وردًا واحدًا . وبلحاظ ذلك المجتمع يؤمن على حياته منهم ،ويعيش الناس وهم سعداء لأن حقوقهم محفوظه ،ولنا في التاريخ شواهد ماثلة لألباب العقول ،وهي خلافة أمير المؤمنين الإمام علي-عليه السلام- الذي عامل الرعية بالتساوي وعدالة السماء السمحاء .
ولكن الذين في نفوسهم مرض !! وهم بدل إصلاح أنفسهم بدأوا يبثون سمومهم وتشغيل معاولهم لهدم صرح الإسلام الصلب ،بتحالف المغرضين والأشرار وأصحاب البدع والظلال والخوارج وهم قلوبهم شتى ولكن جمعتهم مصالحهم وأخذتهم الأنانية ونتجت أعمالهم الحاقدة والبغيضة قتل الإمام علي-عليه السلام-وهو يصلي في المحراب .وهذا بالفعل رغم مأساويته لكنه كشف زيف إعلام أهل البدع والضلال وتعتيمهم وتشويه أعمال الإمام الاصلاحية إلى كذب ونفاق لأنهم ادعوا أن الإمام لا يصلي ! وهذا لا ينطلي إلاعلى فاقدي البصيرة ! والذين تسلطوا على الإعلام الرخيص !! والنتيجة تعطيل الهبات الإلهية ومنعها من الوصول إلى الناس وبث روح العداء والاستغلال !! وللمزيد من الفائدة حول كيفية اصلاح النفس نتعرف على ما ذكره المحقق الصرخي في هذا المقام قائلا:
}إنَّ النفس لا تكون مستعدة للترقّي في المقامات والفيوضات الإلهية، ولا تصل إلى السعادة الأخروية ما لم تحصل لها التخلية عن الرذائل والتحلية بالفضائل، فالأخلاق الرذيلة تحجب المعارف الإلهية عن النفس كما تحجب الأوساخ من ارتسام الصور على المرآة.{ انتهى كلام المحقق الصرخي .
إن الأمة الإسلامية خير أمة أخرجت للناس ليأمروا بالمعروف وينهون عن المنكر .وأن الإنسان كرمه الله -سبحانه وتعالى- بالعقل وهو زينة في الأرض .ولم يخلُ عصر من العصور من هؤلاء ،وكما أسلفنا أن هنالك مالا يروق له ذلك لأنه في سقم مزمن ،وأعادته إلى طريق الصواب يحتاج إلى جرعات توعوية وبشكل مستمر .حتى نصل إلى صفوة مجمعية إسلامية وحملت رسالة إنسانية راقية .
https://s2.gulfupload.com/i/00082/a38om36msx86.jpg...