بقلم:قيس المعاضيدي
إن الله -سبحانه وتعالى- خلق الإنسان وخلق معه العقل وفضّله على باقي المخلوقات ،لأن الباري-عز وجل- يريد له اليسر ولا يريد له العسر قال العزيز القدير :} شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى? وَالْفُرْقَانِ ? فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ? وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى? سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ? يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى? مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ{ (185البقرة)
وقال تعالى :?وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ? (العصر1-3). وكذلك الخالق -جل وعلا - بعث الانبياء والرسل ليخرجوا الناس من الظلمات الى النور ،وهي لطف إلهي وكل ذلك والكثير من النعم الباري-عز وجل- للإنسان والله غني عن العالمين قال العزيز القدير :} مَّنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ ? وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ? وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ{ (فصلت 46).ولكن هل كل الناس على مستوى واحد من شكر الخالق-جل وعلا- الجواب كلا .ممن يخاف الله ؟قال تعالى : ( إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ ) فاطر/28 . وهؤلاء عباد الله هم أوليائه الذين يبتليهم بالمصائب والمصاعب وهم أهل للشدائد بالخروج منها وهم على قدر عالي من الإيمان بالله-سبحانه وتعالى- وبذلك هم قدوة حسنة لمن أراد معرفة الله - سبحانه وتعالى- وفي هذا المقام عرّج المحقق الصرخي وهو مقتبس من بحثه الأخلاقي " روح الصلاة " قائلا :
]الهيبة: هي خوف ينشأ من التعظيم والإجلال، فمن لا يخاف لا يسمى هائبًا، فهي حالة في القلب تكون بعد حضور القلب والتفهم والتعظيم، ويمكن أنْ تولد الهيبة لله -تعالى- في القلب من مجموع معرفتين: 1- معرفة قدرة الله -تعالي- وقوّته وسطوته وكبريائه وجبروته، وهذه المعرفة من أصول الدين. ?- معرفة أنّ الله غنيٌّ عن العالمين وأنّه - تعالى - لا يبالي في هلاك الأوّلين والآخرين لأنّ هلاكهم لا ينقص من ملكه شيئًا، ومعرفة أنَّ الله - تعالى - أجرى المصائب وأنواع البلاء على الأنبياء والمرسلين والأولياء والصالحين، فبالأولى إجراء ذلك وإنزاله بل أضعافه على باقي عباده.] انتهى كلام المحقق الصرخي .
إن من يأتي الله بقلب سليم .فإنه تمسك بعروة الله الوثقى فهو في خير وصلاح وماسك على دينه الإسلامي كالماسك على جمرة والدنيا دار زوار ولا تساوي عنده شيء والآخرة دار القرار وتلك الدرجة حصل عليها بزهد وتقوى و ورع .
https://l.facebook.com/l.php...