بقلم :قيس المعاضيدي
لكل طائفة مثل اعلى يقتدون به ،ويمثل لهما مدرسة يتعلمون منه كيف يديرون ويتدبرون شؤونهم .وعند حدوث طارئ يستعينون به كشمعة وشعلة تدير شؤنهم وعلاج شافي لجروحهم ,وعند وقوع خصومة مجرد ذكرة يهتدي المتخاصمان إلى الصلح .وعند البحث في القرآن الكريم نجد الباري -عز وجل -عالج تلك الحالة في كتابة الكريم في عدة سور كقوله تعالى : }الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ{،الرعد [28].
وهنالك دروس مستقات من ذلك وهي في اتم حالاتها عند الذين دخل قلوبهم الإيمان بالخالق-جل وعلا- وانبيائه ورسله قدوات ماثلة وحية عندهم .قال العزيز القدير : }لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِى رَسُولِ ٱللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُواْ ٱللَّهَ وَٱلْيَوْمَ ٱلْءَاخِرَ وَذَكَرَ ٱللَّهَ كَثِيرًا{(الأحزاب - 21).
ولكن كل هذه الأدلة لم يستفد منها البعض الذي في نفسه نسبة الآثام كبيرة وبدل تنقية النفوس قست وبدل الاهتداء بانبياء الله وأوصيائه ،أخذوا ينصبون لهم العداء .وأصبحت قلوبهم كالحجارة وأشد قسوة .قال العزيز القدير :
{{بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ...﴿1﴾... ذَٰلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الْبَاطِلَ﴿3﴾ فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ... ذَٰلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَٰكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ﴿4﴾... وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ﴿8﴾ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ﴿9﴾... دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ۖ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا﴿10﴾... وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَىٰ لَهُمْ﴿11﴾... وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ﴿12﴾... أَفَمَنْ كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ﴿14﴾... وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّىٰ إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آنِفًا ۚ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ﴿16﴾ وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ﴿17﴾ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً ۖ فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا ۚ فَأَنَّىٰ لَهُمْ إِذَا جَاءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ﴿18﴾ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ﴿19﴾... وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا لَوْلَا نُزِّلَتْ سُورَةٌ ۖ فَإِذَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ مُحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتَالُ ۙ رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ ۖ فَأَوْلَىٰ لَهُمْ﴿20﴾ طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ ۚ فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ﴿21﴾ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ﴿22﴾ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَىٰ أَبْصَارَهُمْ﴿23﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا﴿24﴾}}. سورة محمد،
وفي هذا المقام نذكر لكم مايفيد في المعنى حيث ذكر المحقق الصرخي .وهو مقتبس من المحاضرة { 10 } من بحث ( الدولة..المارقة...في عصر الظهور...منذ عهد الرسول -صلى الله عليه وآله وسلّم-)قائلا:
]هنا تعليقات: أولًا.. ثانيًا.. ثامنًا: يؤيِّد المعنى أعلاه، ويؤكّده، نفس النصّ القرآني، وإشارته الواضحة، وتأكيده على مجيءأشراط الساعة، قال تعالى: {فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا}، ومِن أشراط الساعة المهدي-عليه السلام-، وهو الخليفة الإمام الثاني عشر مِن الخلفاء الذين أخبرنا ونبّأنا بهم رسول الله-صلى الله عليه وآله وسلّم- وقال : إنهم مِن أهل بيتي، ومِن ولد فاطمة، ومِن ولد الحسين، أو مِن ولد الحسن المجتبى أو الحسن العسكري:1..2- قال محمد السفاريني: {وقد كثرت بخروجه (أي المهدي) الروايات حتى بلغت التواتر المعنوي، وشاع ذلك بين علماء السنة حتى عدّ مِن معتقداتهم... وقد روي عمّن ذكر مِن الصحابة وغير مَن ذكر منهم-رضي الله عنهم- بروايات متعددة، وعن التابعين مِن بعدهم ما يُفيد مجموعُه العلمَ القطعي، فالإيمان بخروج المهدي واجب كما هو مقرر عند أهل العلم ومُدوَّن في عقائد أهل السنة والجماعة}. شرح العقيدة السفارينية// لوامع الأنوار البهية:2//3.. 19- كَلِمَةٌ سَبَقَتْ...أجَلٌ مُسَمّى...] انتهى كلام المحقق الصرخي .
فكان لابد من القول أنه يمكن أن ترضي جميع الناس إلا حاسد نعمة فإنه لا يرضى إلا بزوالها ،وهذا ينطبق على المغرضين الذين لم ترضيهم تلك النعم الإلهية .فاستبدل الأدنى بالأفضل ولم يمتثل للباري-عز وجل-فاستحوذ عليه أهل البدع والظلال ،فكانت نتيجته يخدم كل ناصبي ومغرض قاتل مجرم .اللهم اجعلنا ممن تنتصر به لدينك ولا تستبدل بنا غيرنا انك نعم الناصر ونعم المعين .
http://www9.0zz0.com/2018/04/29/19/193396620.jpg