بقلم :قيس المعاضيدي
واجة الأنبياء والرسل-عليهم السلام - من الجهال شتى أنواع العذاب ،والتهجير والحرب الإعلامية .فكان لكل نبي مواقف صعبة واجهته في قومه الذي بعث لهم . ذلك جزاء الهداية والنصح والإرشاد وراق لهم الأدنى دون الأفضل والقشور بدل اللب ،وكذلك الظلام مكان النور ،واتبعوا الضال المظل وحاربوا صاحب العلم، وساروا خلف الأصنام، وعزفوا عن الناطق بالحق والناصح .وكل ذلك لا يغير ما بقوم إلا أن يغيروا بما في أنفسهم .والله غني على العالمين ،ولم يؤمن للأنبياء إلا النادر الأندر .ورغم تلك التربصات ، فالأنبياء هم حملة رسالة سماوية نراهم ركعًا سجدًا لله الواحد الأحد ،ولا يهمم ما يواجهون ،وهم على بصيرة من أمرهم ولا تغير عندهم تلك التربصات قيد أنملة في إيمانهم بالله-سبحانه وتعالى- فالنبي الأكرم –صلى الله عليه وآله وسلم- لاقى من عبدة الأوثان أكثر ما واجه (124 ألف نبي ) رغم أن خلافته (23) سنة حيث كان مشركوا مكة يعبدون الأصنام ويجبرون الناس على عبادة ما يعبدون وإلا الحصار والتهجير والقتل ومصادرة الحقوق والحريات !!!ورغم تلك فالنبي-صلى عليه وآله وسلم- يزداد ثباتًا وعزمًا وقوةً على إتمام الرسالة على أتمها ومعه أصحابه يستلهمون منه العزيمة والاصرار ،وكيف لا وهم في ظل الأعلم الصابر المطيع الله الخالق-جل وعلا- فكان نعم القائد الصابر لهم ليعلموا الناس بعده تلك الدروس العظيمة .
فكانت مدرسته شامخة وتسمو بسموه وهم آل بيته-عليه وعليهم أفضل الصلاة والسلام- الأبرار ،الذين بدورهم واجهوا الحرب الإعلامية الشعواء والحصار الاقتصادي والاجتماعي ودس السم من وجهاء عصورهم المتكبرين وعنادهم وجهلهم المدقع والذين أيضًا أجبروا الناس على مقاطعة الحق واتباع الجهل والظلام والفاسدين .
فكان الإمام موسى بن جعفر-عليه السلام –نعم الثائر المجاهد العالم الصابر ضد كل الأعداء والذي بصبره حطم قيود الطغاة والظالمين لينير كل طامورات الجهل والطغيان وكسر أغلال العتاة والمظلين أصحاب النفوذ والحكام الخونة المتخاذلين . وفي هذا المقام قال المحقق الصرخي في مقتبس من كتابه (نزيل السجون) جاء فيه :
(السلامُ عليكَ يا سيدي ومولاي وإمامي وإمام العالمين، السلام عليك يا نزيلَ السجون، يا مُغيَّب في الطامورات، أشهدُ أنّك قد بلَّغتَ عن الله ما حمّلك وحفظت ما استودعك وحلّلت حلال الله وحرّمت حرام الله وأقمت أحكام الله وتلوت كتاب الله وصبرت على الأذى في جنب الله وجاهدتَ في الله حق جهاده حتى أتاك اليقين، وأشهدُ أنَّك مضيت على ما مضى عليه آباؤك الطاهرون وأجدادُك الطيبون الأوصياء الهادون الأئمة المهديون، لم تؤثر عمىً على هدىً ولم تَمل من حقٍّ إلى باطل .
يا مولاي أنا أبرأ إلى الله من أعدائك وأتقرّبُ إلى الله بموالاتك فصلّى الله عليك وعلى آبائك وأجدادك وأبنائك وشيعتك ومحبِّيك ورحمة الله وبركاته .) انتهى كلام المحقق الصرخي
وفي هذه المناسبة لابد مراجعة الأنفس لنأخذ العظة والعبرة من مدارس العلم والثبات على المبدأ والعقيدة .،ولا تأخذنا في الله لومة لائم في عصر ما بارح الذل والهوان والجهل والاقصاء والتهميش .
https://c.top4top.net/p_82796hoy1.png...