بقلم :قيس المعاضيدي
إن المآسي والمصائب التي تطال وجه المعمورة من أمراض وقتل وتشريد واستعباد وتغييب وإقصاء وتهميش سببها سطوة الجهل وتحكمه بمصائر الناس وتسلط الفاسدين والجهلة للتحكم بأمور العباد ونصب العداء لدعاة الإصلاح الحقيقيين ولكل متسلط طريقته في ذلك، فالبعض يُهمش والاخر يداهم والاخر يُدس له بدع وخرافات من أجل إيهام عقول عوام الناس وآخر يرسل له عصابات اجرامية لتشريد الناس وانتهاك أعراضهم وهكذا يستمر منهج العداء للحق ودعاته وأتباعه جيلا بعد جيل وفي كل عصر يوجد لوبي شيطاني يدير عصا التآمر والكيد لأهل الحق فمع موسى "عليه السلام" وجد فرعون وزبانيته وضد يوسف النبي وجد كهنة آمون إلى أن وصل الأمر إلى عبدة الأصنام من كفار قريش ورموز الجاهلية الذين وقفوا بوجه الرسالة السماوية السمحاء وفي عصرنا هذا ينصب العداء للحق ومنهج الحق وأهله حركات التطرف والتكفير وتجار الدين المزيفين أصحاب العمائم الفاسدة الذين تحركهم أذرع اللوبي الصهيوني الماكر الذي يحرك ويدير جميع الحركات التآمرية في بقاع الأرض رغم اختلاق المسميات لينشروا أمراض تلهيهم عن الالتفات لقضاياهم المصيرية وزيادة الوعي والتحرر وجعلهم يدورون بحلقة مفرغة !!
إن الله –سبحانه وتعالى – رؤوف بالعباد وغايته إرشاد العباد لطريق الهداية والصلاح فيرسل الرسل مبشرين ومنذرين وهو غني عن العالمين ومن من تعنت وكفر فمصيره كمصير أصحاب الاخدود وقوم ثمود وقوم صالح وفرعون وغيرهم الذين أهمتهم انفسهم ونسوا ذكر الله -سبحانه وتعالى - فحاربوا أولياء الله الصالحين يسير خلفهم بلاوعي ولا دراية رعاع الأمة وجاهلها فقتلوا علمائها وعمارها وعقروا الناقة فكان مصيرهم الى سفال وهلاك وجهنم وبئس المصير.
وفي هذا المقام وفي تشخيص لمعاناة الأمة وبمناسبة استشهاد أحد علمائها وأئمة الهدى نذكر كلام المحقق الصرخي في كتابه (نزيل السجون) بهذا الخصوص والذي جاء فيه :
((الدور الأوّل والرئيس الذي أدّى إلى معاناة الإمام الكاظم- عليه السلام- من التجسّس والتضييق والمداهمة والترويع والاعتقال والسجن والتعذيب واللوعة والفراق ثمّ السمّ والقتل...، إنّهم الأخطر من الدجّال والأشدّ والأخوف على الأمّة منه، وهم موجودون في كلّ زمان ومكان، وإليهم ترجع مأساة المجتمع الإنسانيّ على مرّ العصور منذ الأنبياء والمرسلين- عليهم السلام-، مرورًا بخاتمهم وأهل بيته- صلوات الله عليهم أجمعين-، حتّى قائم الأمّة المهديّ الحجّة ابن الحسن- عجّل الله فرجه الشريف-، حيث يتأوّل كلٌّ منهم عليه القرآن، ويقولون له: ارجع، إنَّ الدين بخير لا حاجة لنا بك)) انتهى كلام المحقق الصرخي
أصبحت الامة الاسلامية محط انظار أهل الاستكبار والدمار والتخريب ،وذلك بتهميش علمائها ورجالها الصالحين لتعيش حياة بئس وحرمان وجهل مدقع وما مأساة الفيلسوف المظلوم اية الله العظمى السيد الشهيد محمد باقر-قدست نفسة الزكية- الا امتداد لجرح اأامة الدامي الذي مازال ينزف فيا مثقفو الامة ومنصفيها كونوا أحرارًا في دنياكم باتباعكم صاحب العلم والدليل والنهوض بالأمة من ركام الجهل والظلام لتعيشوا سعداء متحابين .
https://f.top4top.net/p_1186ni5rb3.jpg...