بقلم : قيس المعاضيدي
من هنا مر رجال وفي يوم الثاني من رمضان حيث كانوا على مقاعد العلم والدراسة ليتفقهوا في أمر الله ويتفكروا به ، وذهبوا إلى الرفيق الأعلى وهم على بصيرة من أمرهم ،جاعلين نصب أعينهم مخافة الله ، ولم يكونوا يومًا طامعين بغير ذلك .ولم تشغلهم الدنيا وما حملت من زخارف وزهو ومفاتن وزبارج وأنغام ومظاهر وقيل وقال .فجرمهم اتبعوا العلم الخالص للباري- عز وجل- فقط وتشاهد حلقات الدرس التي لا تغيب حتى وفي يوم الاعتداء عليهم واستشهادهم . فشهد على ذلك قام بالاعتداء فلم يجد غير المكتبة والمحبرة والدواة والعمامة ،ومصادر الكتب الرصينة التي يتمنى إقتنائها صاحب العلم النافع الهادف للخير والإيثار .
فهذا اليوم مرسوم بقلب من له لب رغم قسوة المشهد .و حفر في نفس من له ولو بصيص عبرة ورحمة وموقف ، ليجعل منه باب توبة ومراجعة النفس ،وإعادتها إلى طريق السلام والمحبة بنقاوتها، وبطرح شوائبها .وجعلها صدر رحب لتقبل العلم النافع والتضحية في سبيله .وما أحوجنا إليه ونحن نعيش في ظلمة النفس ووحشيتها . وظلمها من قبلنا بحرمانها منه واتباعنا الجهال . لننجي بها إلى مراتب الكمال الإلهي .
. فالسلام عليهم يوم ولدوا ،ويوم استشهدوا ويوم يبعثوا أحياء، ليجازوا على أفعالهم الحسنة أنوارا لرفعة الإسلام الحنيف ويروا النور الإلهي العظيم على جميع أصقاع المعمورة بنصرة منقد البشرية ومخلصها من براثن البدع والضلال والاجرام والحقد والكراهية .اللهم اجعلنا في خير وعافية لتجعلنا ممن تنتصر به لدينك ولا تستبدل بنا غيرنا برحمة منك اللهم آمين .
https://b.top4top.net/p_1219ztxva1.jpg