بقلم :قيس المعاضيدي
لكل حاكم أو رئيس نظام حاشية أو أي مسؤول أو أي مدعي نظام أو مرجع ديني أو مرجع في أي مجال اختصاص وحتى إن كان ذلك من أهل البدع والظلال والتحريف والزندقة .وهم يشكلون كادره الذي يعتمد عليهم في تنفيد أوامره ونواهيه ،وفي كل ما يطلبه منهم فهم يده ولسانه وسيفه الذي يحارب أو يقتل به أو إشاعة الفتوى الضالة المنحرفة عن طريقهم وإعلامه ،أي أنهم شياعه وسواده الأعظم ، ببث الإشاعات ضد من يريد محاربته ،فهم طوع كلامه ليكرمهم ما زاد من فتات موائده ليسيل لعابهم له !!
ولكن ليس كل حاشية ضالة ،وذلك حسب تقوى من تتبعه الحاشية ، فهنالك دعاة صامتين مضحين في سبيل رفعة وإيصال فكر من يتبعوه وهم أخلص إليه من الأمَة لسيدها ،وكأنهم خلقوا لأجله لأنهم على تقوى الله-سبحانه وتعالى-فإن طريقهم النجاة بديهيًا !!.ومثال ذلك حاشية الأنبياء والرسل .ومحل الكلام هنا حواريو عيسى-عليه السلام- وهم من أخلص العبادة لله الواحد الأحد فكان عاقبتهما في خير وعلى خير .وفي هذا المقام يسلط المحقق الصرخي الأضواء على حواريو عيسى-عليه السلام- ليشهدوا الخير والصلاح والحدث السماوي الذي تمنى أن يشهده الأنبياء والرسل والصالحين بالرجعة للدنيا لذلك .فقد ذكر المحقق الصرخي في مقتبس من المحاضرة {8} من بحثه (الدولة..المارقة...في عصر الظهور...منذ عهد الرسول- صلى الله عليه وآله وسلّم-) ليوضح كلام الباري-عز وجل- :
قال الله تعالى: {{... إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ ﴿4﴾... وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ ۖ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَٰذَا سِحْرٌ مُبِينٌ ﴿6﴾ ...يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ﴿8﴾ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ﴿9﴾ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ﴿10﴾ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴿11﴾ يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴿12﴾ وَأُخْرَىٰ تُحِبُّونَهَا ۖ نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ﴿13﴾ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ ۖ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ... فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَىٰ عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ ﴿14﴾}} سورة الصف.
حيث ذكر قائلا : ((أقول: يوجد إظهار للدين، وإتمام للنور، ونصر وفتح قريب، أين هو؟ هل تمتع عيسى- عليه السلام- بهذا؟ هل تمتع أنصاره الحواريون بهذا الإتمام للنور وبالإظهار للدين والنصر والفتح القريب؟ هل تمتع الرسول- صلى الله عليه وآله وسلم- وأهل بيت الرسول والصحابة الأخيار بهذا الإتمام للنور والإظهار للدين والفتح والنصر القريب؟ هل تمتع جميع هؤلاء بالتمكين وحصول النصر والفتح القريب؟ هل عاشوا هذه الحالة؟ هل عاشوا هذا الطور؟ هل عاشوا هذه الفترة؟ هل شهدوا النصر؟ هل شهدوا الفتح؟ هل شهدوا التمكين وإتمام النور وإظهار الدين؟ أين هم من هذا؟ ماذا ننتظر؟ ماذا ينتظرون؟ المسيح ينتظر المهديّ- عليه السلام-، الحواريون ينتظرون المهديّ- عليه السلام-، الرسول- صلى الله عليه وآله وسلم- ينتظر المهديّ- عليه السلام-، الصحابة الأخيار صحابة النبي الصحابة الراضون المرضيون ينتظرون المهديّ- عليه السلام-، أهل البيت ينتظرون المهديّ- عليه السلام-؛ كي يشهدوا النصر والفتح، كي يشهدوا التمكين وإظهار الدين وإتمام النور .)) انتهى كلام المحقق الصرخي .
إن رؤية الفتح الإلهي والانقاذ والخلاص للبشرية جمعاء بدون تحديد !! أمنية عباد الله المخلصين .فليؤمن من يؤمن ومن يكفر فليكفر والله هو الشاهد وهو الحاكم .وما ذلك النصر إلا لمصلحة الناس جميعًا .ولكن أكثر من إلتبس عليه الأمر لسماعه الأفكار المغرضة الضالة في الدنيا ولم يحمل نفسه على معرفة الحق ويتبعه .ولكن بالمحصلة نستطيع القول أن ما فائدة عبادتنا في الدنيا إذا لم ننصر الحق .اللهم اجعلنا من يشهد الفتح المبين ونشارك به . إنك نعم الناصر ونعم الغفور اللهم آمين .
https://e.top4top.net/p_1214pevz51.jpg