بقلم : قيس المعاضيدي
إن الإنسان تتجاذبه النفس والهوى ووساوس الشيطان ،وهذه تواجه كل تفكير إنساني ،فمن يمتلك روح قوية تنعم بذكر الخالق -جل وعلا- فهي صلبة أمام الرياح القوية وزبارج الحياة وملذاتها وممراتها وشراكها وفخاخها التي يتفنن إبليس في نصبها ،حيث لم يترك مجالا إلا واتخذه طعم للإيقاع بالبشر وصده عن التعلق بحبل الله-جلت قدرته- المتين وهذا التعلق هو النعم بكل معانيها ،فإن امتلكها الإنسان فلا يبقى شيء يستحوذ عليه الشيطان ،الذي كما أسلفنا لم يترك مجالا إلا ونصب فخه فيها وبلحاظ ذلك يتحالف ويمتطي كل من يجد فيه الساحة الرحبة لتنفيذ ألاعيبه .فمن عرف ألاعيبه ضيق على إبليس لكن الشيطان يتكابر ويعاند فيحول صراعه ضد ضعاف النفوس ليصبحوا مادته ،والذين يخافون الله رقم صعب بوجهه .قال تعالى في محكم كتابه :} قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (82) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (83){ سورة ص .
فمن ذلك والشيطان يتحين الفرص والمؤمن يقض ويتمنى أن يقضي على الشيطان نهائيًا ويتطلع لذلك اليوم ويتمناه بالصبر والدعاء .فمتى يقضى على الشيطان ؟فالإجابة على هذا السؤال نذكر لكم ما حقق به الصرخي في مقتبس من المحاضرة { 12 } من بحثه (الدولة..المارقة...في عصر الظهور...منذ عهد الرسول- صلى الله عليه وآله وسلّم-) جاء فيه قائلا :
((الفتن لنعيم بن حماد: بَابُ خُرُوجِ الدَّابَّةِ: حديث1844، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ-، قَالَ: {{خُرُوجُ الدَّابَّةِ بَعْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ، فَإِذَا خَرَجَتْ قَتَلَتِ الدَّابَّةُ إِبْلِيسَ وَهُوَ سَاجِدٌ، وَيَتَمَتَّعُ الْمُؤْمِنُونَ فِي الأَرْضِ بَعْدَ ذَلِكَ أَرْبَعِينَ سَنَةً، لا يَتَمَنَّوْنَ شَيْئًا إِلا أُعْطُوهُ وَوَجَدُوهُ، فَلا جَوْرَ، وَلا ظُلْمَ، وَقَدْ أَسْلَمَ الأَشْيَاءُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ طَوْعًا وَكَرْهًا، وَالْمُؤْمِنُونَ طَوْعًا، وَالْكُفَّارُ كَرْهًا، وَالسَّبُعُ، وَالطَّيْرُ كَرْهًا، حَتَّى أَنَّ السَّبُعَ لا يُؤْذِي دَابَّةً وَلا طَيْرًا، وَيُولَدُ الْمُؤْمِنُ فَلا يَمُوتُ حَتَّى يُتِمَّ أَرْبَعِينَ سَنَةً بَعْدَ خُرُوجِ دَابَّةِ الأَرْضِ، ثُمَّ يَعُودُ فِيهِمُ الْمَوْتُ فَيَمْكُثُونَ بِذَلِكَ مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ يُسْرِعُ الْمَوْتُ فِي الْمُؤْمِنِينِ فَلا يَبْقَى مُؤْمِنٌ، فَيَقُولُ الْكَافِرُ: قَدْ كُنَّا مَرْعُوبِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ، وَلَيْسَ يُقْبَلُ مِنَّا تَوْبَةٌ، فَمَا لَنَا لا نَتَهَارَجُ؟ فَيَتَهَارَجُونَ فِي الطُّرُقِ تَهَارُجَ الْبَهَائِمِ، يَقُومُ أَحَدُهُمْ بِأُمِّهِ وَأُخْتِهِ وَابْنَتِهِ فَيَنْكِحُ وَسَطَ الطَّرِيقِ، يَقُومُ عَنْهَا وَاحِدٌ وَيَنْزِلُ عَلَيْهَا آخَرُ، لا يُنْكَرُ وَلا يُغَيَّرُ، فَأَفْضَلُهُمْ يَوْمَئِذٍ مَنْ يَقُولُ: لَوْ تَنَحَّيْتُمْ عَنِ الطَّرِيقِ كَانَ أَحْسَنَ، فَيَكُونُونَ بِذَلِكَ حَتَّى لا يَبْقَى أَحَدٌ مِنْ أَوْلادِ النِّكَاحِ، وَيَكُونُ جَمِيعُ أَهْلِ الأَرْضِ أَوْلادَ السِّفَاحِ، فَيَمْكُثُونَ بِذَلِكَ مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ يُعْقِمُ اللَّهُ أَرْحَامَ النِّسَاءِ ثَلاثِينَ سَنَةً ، فَلا تَلِدُ امْرَأَةٌ ، وَلا يَكُونُ فِي الأَرْضِ طِفْلٌ ، وَيَكُونُونَ كُلُّهُمْ أَوْلادَ الزِّنَا شِرَارَ النَّاسِ ، وَعَلَيْهِمْ تَقُومُ السَّاعَةُ}}.
أقول: قال خروج الدابة بعد طلوع الشمس فإذا خرجت قتلت الدابة إبليس وهو ساجد، إذن يقتل إبليس، ومقتل إبليس هذا هو الوقت المعلوم، الوقت المعلوم إذًا في آخر الزمان، عند حصول علامات الساعة، والمهدي من الساعة ومن علامات الساعة، وبعده يتمتع المؤمنون في الأرض وبعد هذا يموت المؤمنون ويبقى الكافرون فيتهارجون في الطرق تهارج البهائم إلى أن تقوم الساعة عليهم، إذًا متى مات إبليس؟ قبل قيام الساعة، ومتى الوقت المعلوم؟ قبل قيام الساعة.)) انتهى كلام المحقق الصرخي .
خلاصة القول كيف نتصور حياتنا بعيدًا عن منغصات الشيطان ؟؟ نتبادل الود والتفاهم والاحترام وكل فرد يأثر على نفسه فلا يظلم أخيه ولا يخذله فيصبحون كالجسد الواحد لا يتألم من شيء لأنه محصن بمخافة الله-جلت قدرته- فلا يصيبه مكروه .فكل هذا متى يا رب ؟ إنه في قيام دولة العدل الإلهي المقدسة .ألا تتشوقون لها ؟ فالدعاء الصادق بعد مراقبة النفس ومحاسبتها وحملها على الطاعة والتقرب للخالق-عز وجل- ولا ننسى ذكره ،فعند نسيانه يعني فسحنا المجال للشيطان فنندم وندعو دعاء الغريق ورغم ذلك لا يستجاب لنا. أعاذنا الله وإياكم من الشيطان وألاعيبه .
https://a.top4top.net/p_12125xr7h1.jpg