بقلم : قيس المعاضيدي
إننا عندما نذكر الإمام المهدي-عليه السلام- لانقصد أن الإمام لنا ونحن موكلون التكلم به ،وهو لنا فقط ! وإنما نذكره لتذكير أنفسنا ليس إلا ،أما من كان في حسابات أخرى فهذا شأنه وهو حر التفكير ،وعند الحديث حول الإمام المهدي نقصد أن الإمام لكل البشرية فهو إمام المعمورة بما فيها . ولكل ناحية منها بلغت بذلك سواء وصلها التبليغ أم لا فهذا شأن الفرد .
قال تعالى في كتابه العزيز :} الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا...{ (٣)سورة المائدة.
وهنا نسأل ما هي نعمة الله ؟ فالكل حر بالإجابة فنعم الله لاتعد ولا تحصى ،ومنها الأنبياء والرسل لأنهم يعلمون الناس ويرشدوهم إلى ماذا ؟ إلى معرفة الخالق-جل وعلا- أليس صحيح ،ومعرفة الخالق عن ماذا تفيدنا ؟ فمعرفة الله- سبحانه وتعالى- هي مصدر النعمة بل لا مصلحة في شيء بدون معرفته .وبلحاظ ذلك أن أي علم من أين ؟وأي علم يحمله إنسان .ماهي أخلاق هذا الإنسان؟ نقصد الإنسان العالم الرباني الرسالي لأن علمه من الله-عز وجل - والله يقذف العلم في قلب من يشاء .فكيف إن كان الإنسان من يحمل العلم من الذين يخشون الله في السر والعلن ؟ فالإمام المهدي ممن هم من يخشونه ويعبدونه لأنه يستحق العبادة فعبدوه لا طمعًا بجنته ولا خوفًا من ناره ! وأن حمل العلم من شخص يعرف بتقوى الله ألا يصلح أمينا على علمه .ويستفاد منه كل الناس مهما اختلفوا بأفكارهم ومناطقهم ؟ سواء آمنوا أم لم يؤمنوا هذا شأنهم لا يغيروا نور الله فنوره متهم ولو كره الكافرون .فالإمام المهدي-عليه السلام- ثورته إنقاذ للكل أي ثورته عالمية .ولدينا ما يؤيد ذلك .حيث ذكر المحقق الصرخي في مقتبس من المحاضرة {8} من بحثه ( الدولة .. المارقة ... في عصر الظهور ... منذ عهد الرسول- صلى الله عليه وآله وسلّم-) جاء فيه :
(بشارة موسى التوراتيّة ثمّ بشارة عيسى الإنجيليّة ثمّ تأتي البشارة المحمديّة القرآنيّة التي تُبَشّر بالمهديّ خاتم الخلفاء الأئمّة المصلحين- عليهم السلام- الذي يكون على يديه النصر والفتح القريب {وَأُخْرَى? تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ}، وقد جعل القرآن هذا المعنى في مقابل الجهاد بالأموال والأنفس والذي يحتمل فيه أيضًا نصرٌ وفتحٌ، قال تعالى: {تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَ?لِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ?11? يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَ?لِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} سورة الصف؛ لكن هذا الجهاد والنصر يختلف عن النصر والفتح القريب والبُشرى للمؤمنين الذي يكون في خلافة المهديّ الموعود- عليه السلام -.) انتهى كلام المحقق الصرخي .
إن الله-سبحانه وتعالى- عادل ونحن على يقين في ذلك لأن علمه للكل ،فأنبيائه وأوليائه هم للكل .فالكل مشمول ومشغول بظهور الإمام المهدي ! وإن صموا وأبكموا فسينطق الحجر وتشهد علينا أيدنا وأرجلنا بأننا على علم بذلك .فلماذا لا نحسن التفكير والتدبر بتقبل تلك النعمة بتقوى وتوادد وتراحم لا يظلم بعضنا البعض .فهذا يخفف من تعب وشدة العناء الذي سيعانيه الإمام عند خروجه .و تسهّل مهمته .ولكن مهما تكابرنا وتعاندنا وتغاضينا فإن الإمام ظاهر بإرادة الله-سبحانه وتعالى- وهذا المحتوم كما تذكر الروايات ولو بقيت ساعة واحدة من الدنيا .نسأل الله-جلت قدرته أن يأخذ بنا صيتنا ويعيننا على أنفسنا الأمارة لتقبل النعم ونشكره بنصرة صاحب الحق .اللهم آمين .
https://e.top4top.net/p_1198b81x71.jpg