بقلم : قيس المعاضيدي
يتأمل كل مفكر أن أفكاره وآرائه وما نتج من عصارة ذهنه أن تجد طريقها في عقول الناس جاهلهم فضلا عن عالمهم . ليتفكر بها وربما تصحح من البعض ،وأما الباقين ينتظرونه و يتناولونه كما ينتظرون الغذاء وينتظرون ما تدر عليه أيدي الزراع والصناع ما ينتجون للعامة ،وفي أصقاع الكرة الأرضية ،لأن النتاج يتعدى الحدود الإدارية وإلى أبعد ويدر على منتجه أرباح تكون دافعًا له للمزيد و هنا نقصد بالأرباح مادية ومعنوية إن صح التعبير والمعنوية رضا الباري -جلت قدرته- لأن الإنسان هو خلق الخالق -عزو جل- وهنا لابد من شكر الخالق بخدمة مخلوقاته بالقول والفعل آمرًا بالمعروف وناهيًا عن المنكر ناطقًا أو عاملا بصمت وعمله النافع يتكلم ليسمعها الكل مخترقاً الحجب المادية .وإن لم يشكره أحد ،وقيل في الأثر أن ثلاثة يشكون أمرهم يوم القيامة عند الله وهم عالم لم يسمع له الناس وقرآن مهجور والمسجد الذي لا يدخله أحد .فالعالم الذي يقاطعه الناس أما يكون محبط ،وإما يكون صابراً وحسب التقوى .لأنه يؤدي واجبه أمام الله ولا يثنيه من يؤول ويعرض ويخاصم ،لأنه عمل بنية صادقة لله ولا يهمه لومة مبغض .بقلب خاشع معترف بربوية ووحدانية الخالق -جل وعلا- فذلك مفتاح لكل علم نافع .وعندها يكون المطبق لتعاليم الباري-عز و جل- وناذرا نفسه في تطبيق كل مشروع وحدة ورص الصفوف وخير وصلاح ومبتعد عن كل يؤثر سلبًا على تفكير الناس .فالبادر والمثال الحي من يخاف الله- سبحانه وتعالى- في السر والعلن ومن نعم الله - سبحانه وتعالى- للخلق عيد الغدير الذي وجد يتلقاه بشكر و امتنان. وهنا كان من الواجب علينا ذكر ما يقوم به السيد الأستاذ الصرخي وتضحيته بالغالي والنفيس لإعطاء تلك النعمة حقها .
فعيد الغدير عيدٌ نُصِّبت فيه كلّ معاني الخير والحقّ، نُصِّبت الرحمة والإنسانية والاعتدال والوسطية، عيدٌ أصبح رمزًا للعلم والعمل بالتقوى والأخلاق النبوية، عيد الله الأكبر عيدٌ رُفِعت به يدُ الأمير بيد أشرف الخلق البشير وهو يهتف: "مَن كنت مولاه فعليٌ مولاه". اللهم بارك بهذا اليوم واجعله عيد الوحدة بين جميع الأطياف، ونهنئ فيه الرسول وآله وصحبه والإنسانية وأمّة الإسلام جميعها وعلماءها العاملين يتقدّمهم السيد الأستاذ الصرخي الحسني الأعلم بالحجة والدليل.
https://6.top4top.net/p_1327v766x1.jpg