بقلم : قيس المعاضيدي
الله- سبحانه وتعالى- خلق البشر وأراد لهم الخير الصلاح والأمن والسلام والتعاون والتفاهم بكل أنواع الاحترام والتقدير، وهذه الصفات أوجد الخالق لها أدوات منحها للإنسان ووضع له الطريق الواضح وإن حصل شيء يصعب على الإنسان فهمه فإن الله - سبحانه وتعالى- بعث أنبيائه ورسله وهم يعلمون البشرية كيف السبيل إلى ذلك الهدف المنشود والكمال الإلهي ، وهو شرح وتفسير كتاب الله الكريم ليخرج النايس من العتمة إلى النور الساطع والتجليات الأخلاقية الحميدة ،وهذه ألطاف الخالق-جلت قدرته- ومن هؤلاء الرجال ما كلّوا ولايأسوا من النصح والإرشاد والتوضيح للنور الإلهي والخير الوفير للناس ونقل البشارة وتفسير الوعود الإلهية للناس ومن هؤلاء المحقق الصرخي حيث ذكر في معرض حديثه لتوضيح الوعد الإلهي ،وهو مقتبس من المحاضرة {8} من بحث: ( الدولة..المارقة...في عصر الظهور...منذ عهد الرسول- صلى الله عليه وآله وسلّم ) حيث قال :
}قال الله تعالى: {{... إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ ﴿4﴾... وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ ۖ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَٰذَا سِحْرٌ مُبِينٌ ﴿6﴾ ...يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ﴿8﴾ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ﴿9﴾ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ﴿10﴾ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴿11﴾ يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴿12﴾ وَأُخْرَىٰ تُحِبُّونَهَا ۖ نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ﴿13﴾ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ ۖ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ... فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَىٰ عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ ﴿14﴾}} سورة الصف. أقول: 1 ... 2ـ بقي الوعد الحق والبُشرى بالنصر والفتح وإتمام النور وإظهار الدين، الذي ننتظر جميعًا تحققَه بإذن الله تعالى.{ إنتهى كلام المحقق الصرخي .
وعند تحقق أعلاه فإن المعمورة لا ترى إلا الخير والفلاح والنور الذي لا يختص بجانب الأرض الشرقية ولا الغربية وإنما لجميع الكرة الأرضية .وفي كل عصر وزمان ومظنة وحين، وأن الفرد إن قام هو بدوره بذلك وأرشد أخيه وتمنى لأخيه ما يحب لنفسه خير له مما طلعت عليه الشمس ،وكل إنسان يعمل بهذا فهو امتداد للمشروع الإلهي في النجاة من الضلال والجهل والقتل والتكفير .وإن عمل أفضل له من حمر النعم.
https://4.top4top.net/p_133024xl91.jpg