بقلم : قيس المعاضيدي
لعدم انصياع البعض للحق والتمعن والتفكر ،تشكلت جبهة ضد الحق من بذرة صغيرة ونمت وكبر حجمها بالمظاهر البراقة والزبرجة والتكبر والأصوات الرنانة وتعفن العقول بما أكلت من السحت والمال الحرام ففي قرارة نفسها إن شأنها كبر ويجب على الآخرين تقديم فروض الطاعة بالخنوع لها ،فلبى دعوتها وطبق أفكارها مطايا إبليس وممن أفقده الباطل عقله بنكث بيعة الحق وأصبح الأمر لدية سهل لتتبعه محاربة الحق ونعته بقاتل الأحبة ورفع المصاف على الرماح وقطع الرؤوس وسبي النساء والأطفال أيضًا سهل عندهم ،ودس السم والسجن والحديد ومطاردة الحق ليغيب غيبتان استمر الباطل بمؤامراته حتى بعد الأولياء إلى العلماء العاملين الناطقين بالحق بقتل وسحل الجثث وحرقها والمطاردة وغلق المكاتب والجوامع والمدارس الدينية حتى ظن البعض أن الباطل انتصر !!.
ولكن بحقيقة الأمر أن الخالق-جل وعلا - أنزله وهو حافظه .فكم نرغب بالكلام الذي يرفع الهم ويشد عزيمة الحق ويقوي جبهته. وهنا يذكر المحقق الصرخي في هذا المقام ومن خلال فهمنا لكلامه أنه يستفهم لماذا تحتاج الثورة الحسينية إلى الاستمرار والديمومة والتجديد ؟فيجيب بقوله الذي هو مقتبس من بحثه "الثورة الحسينية والدولة المهدوية" قائلا :
((احتاجت النهضة الحسينية الـتي جعلها الشارع المقدس المحـور والقطـب إلى الاسـتمرار والديمومة والتجديد على طول التاريخ حتى تحقق الأهداف الإلهية التي من أجلها اتّقدت وانطلقت الثـورة المقدسـة، فذكر الإمام الحسين- عليه السلام- والتأسي بـه ومـذاكرة واقعة الطفّ وعقد المجالس والبكي والتباكي بها والحثّ على ذلك من قبل الأنبياء- عليهم السلام- وخاتم النبيين- صلوات الله عليه وعلى آله- وسيد الوصيين- عليه السلام- وأبنائـه المعصومين- عليهم السلام-، كلّ ذلك يـصبّ في إعطـاء الروح والحياة والاستمرارية والديمومة والثبوت لثورة الإمام الحسين- عليه السلام-.)) انتهى كلام المحقق الصرخي .
وفي الختام وحتى لايفوتنا أن نتذكر أن الباطل لم يتوقف بمحاربة الحق عند ذلك ،بل إيقاظ الفتن في كل عصر بالتكفيريين والقتلة والمارقين والتيمية ليعيثوا بالأرض الفساد بمساعدة الوعاظ والروزخونيين و المستأكلين وضعاف النفوس وفاقدي العقول .فالمطلوب ممن عرف الحق وتمسك به كالماسك على جمرة أن يجعل عمله هذا لنصرة الحق والله- سبحانه وتعالى - المسدد والمعين .
https://5.top4top.net/p_1355l25sh1.jpg