بقلم : قيس المعاضيدي
لكل الثورات مناهج وخطط حتى تسير على خطوات ثابتة ورصينة تستطيع الدفاع عن فكرها وتثبت وجودها مما يساعد على رسم هيبتها وكيانها حتى يستطيع المقابل معرفتها وتمييزها عن غيرها .مما يجعل من يرغب بالانضام لها على يقين من شكلها ومضمونها ومن يتم له ذلك فهو على بصيرة من أمره .ناهيك عن من يعاديها وهذا بديهي .يتعرض قادتها للتشريد والخطف والاغتيال وقنابل الغاز والقنص والطعن بالسكاكين .
ولكن هل هذا يجيز للثوار أن يخرجوا من السلمية ويتركوا ما رسموا لثورتهم من أهداف وما خطط لها ؟ عند الخروج نعطي للمقابل الفاسد العذر والمسوخ الباطل بالتجاوز على ثورتنا السلمية والتي كان وما زال الفاسد يتحيّن الفرص والتصيّد بالماء العكر للنيل منها .
ولتلافي القضاء على الثورة كان لابد من شبابنا سماع أفكار رجال الفكر والمعرفة الصادقة الحقيقية للتزود منها بما يصب بالمنفعة العامة التي قامت الثورة من أجلها فقد ذكر الأستاذ المعلم الصرخي في هذا المجال في بيان له 《أرادوا الوطن ... اعطوهم الوطن》في / 12 ربيع الثاني 1441هـ.نذكر لكم مقتبس منه لعله يكون لنا دليل في خضم تصاعد العنف ضد الشباب العراقي الثائر جاء فية قائلا :
((2ـ لا يجوز مطلقًا الاحتكاك والتصادم والاعتداءات بين المتظاهرين وإخوانهم من القوات الأمنيّة، ويَحرُم جدًا سفك الدماء وزهق الأرواح مهما كانت الأسباب.
ـ ففي حجّة الوداع في يوم النَّحْرِ اليوم الحرام وفي الشهر الحرام والبلد الحرام، قالَ رسولُ الله- صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم-: {{يا أيها الناس، إنَّ دِمَاءَكُمْ، وأَمْوَالَكُمْ، وأَعْرَاضَكُمْ، وأَبْشَارَكُمْ، علَيْكُم حَرَامٌ، كَحُرْمَةِ يَومِكُمْ هذا، في شَهْرِكُمْ هذا، في بَلَدِكُمْ هذا، ألَا هلْ بَلَّغْتُ .. اللَّهُمَّ اشْهَدْ، فَلْيُبَلِّغ الشَّاهِدُ الغَائِبَ.. لا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا، يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ}}
ـ ووَرَدَ، إنَّ رسولَ الله- صلى الله عليه وآله وسلّم- توجّه إلى الكعبة وهو يطوف بها، قائلًا: {{والّذي نفس محمَّد بيده، لحُرْمَة المؤمن أعظم عند الله حرْمَةً منكِ؛ ماله ودمه}}
ـ وقال- عليه وعلى آله وصحبه الصلاة والسلام-: {{والَّذي نفسي بيدِهِ لقَتلُ مؤمنٍ أعظمُ عندَ اللَّهِ من زوالِ الدُّنيا}})) انتهى كلام الأستاذ المعلم الصرخي .
إن ديدن الفاسدين الذين إعتاشوا على نهب ثروات البلد المادية والمعنوية ويرون بأي ثورة بداية نهايتهم .مما يثير حقدهم وغضبهم وامتعاضهم يساندهم ويقويهم من عاش على فتات موائدهم المنهوبة وزين لهم أفعالهم من الإعلام الرخيص والمنابر البغيضة والتي أوصلتهم إلى دفة الحكم المتسلط الجائر .
https://4.top4top.net/p_1451l1l4j1.jpg