المحقق الصرخي يعطي اطروحة سبب شهادة الإمام الكاظم
بقلم عادل السعيدي
التاريخ الإنساني دائمًا وأبدًا يعيد نفسه ويتجدد مع كل الأنبياء والرسل والأئمة الصالحين-عليهم السلام- والأحرار والشرفاء والثوار والعلماء العاملين الناطقين الرافضين إلى كل أنواع الظلم والفساد والطغاة وماجرى عليهم من الطابور الثالث المنافقين أئمة الضلالة والانحراف يتجدد طوال العصور والأزمان
لا يخفى على الجميع ما جرى على الإمام موسى بن جعفر-عليهما السلام- من ظلم وظيم وتشريد وتطريد وتغييب وسجن وتعذيب وطامورات وسم وقتل ونداء على جنازته بذل الاستخفاف ، وهذه الأمور كلها جرت في عصر من تقمص الخلافة من بني العباس وآخرهم كان هارون العباسي الذي ما توانى عن الكيد للإمام الكاظم-عليه السلام- حتى قضى مسمومًا مظلومًا شهيدا في أحد سجونه ومعتقلاته ، وهنا يهمنا أن نسأل ما الذي دفع هؤلاء الخلفاء سواء كانوا خلفاء بني العباس أو من سبقهم من خلفاء بني أمية أو من تبعهم وسار على منهجهم ، ما الذي دفعهم إلى كل هذا العداء لأئمة الحق والهدى من آل رسول الله-صلى الله عليه وآله وسلم- حتى يصل الحال إلى تصفيتهم جسديًا مع الأخذ بنظر الاعتبار أن الأئمة-عليهم السلام- لا يشكلون أي تهديد عسكري أو سياسي على الحاكم الظالم ولا يدخلون في منافسة مادية معهم على مناصب دنيوية زائلة ؟ فما الذي دفعهم إذاً إلى ارتكاب مثل هذه الحماقات وهذه الجرائم النكراء التي يندى لها جبين الإنسانية ؟ وهم يدعون الخلافة والقربى من الرسول-صلى الله عليه وآله- ! وللإجابة عن مثل هذه التساؤلات سنورد ما كتبه سماحة المرجع الديني العراقي العربي السيد الصرخي الحسني في بحثه الموسوم نزيل السجون والذي طرح فيه وكجواب محتمل على نحو الأطروحة والاحتمال عن سبب من الأسباب المحتملة التي دعتهم إلى ارتكاب جريمة قتل الأئمة ومنهم الإمام الكاظم -عليه السلام- فيقول سماحته : (( .... والأطروحة المقترحة والتي نعتبرها السبب الرئيس والمحرض المباشر والمؤثر الفاعل لاتخاذ القرار من قبل السلطة الظالمة ورموزها ورؤسائها الطغاة ، أن الأطروحة تشير وبالمصطلح الحديث إلى اللوبي الصهيوني العنصري ، الذي ارتبط بالدنيا وعشق وعجن بطول الأمل ، إنه لوبي أئمة الضلالة المشار إليهم في كلام المعصومين-عليهم السلام- بيهود الأمة الدجالين والأخوف والأشد على الأمة من الدجال ، ..... ويكفي الاشارة إلى أن السبب فيما حصل للإمام الكاظم-عليه السلام- من أئمة الضلالة وتآمرهم عليه وتحريضهم المتكرر والمستمر لرؤوس السلطة الحاكمة ضد الامام-عليه السلام- ادى إلى تلك النتيجة من السجن ثم السم والقتل ) وبالتأكيد فإن هذه القضية وهذا التآمر من قبل علماء السوء وأئمة الضلالة على الحق وأهله ممتد لآخر الزمان ولطالما حذر منه الأنبياء والمرسلين لا سيما خاتمهم الأمين-صلوات الله عليهم أجمعين- والأئمة الطاهرين-عليهم السلام- وسأكتفي بذكر موردين : قال خاتم الأنبياء-صلى الله عليه وآله وسلم- : لغير الدجال أخوفني على أمتي ، لغير الدجال أخوفني على أمتي ، لغير الدجال أخوفني على أمتي ... الأئمة المضلين . قال صعصعة : يا أمير المؤمنين ،متى يخرج الدجال ؟ قال أمير المؤمنين-عليه السلام- : إذا أضاع الناس الأمانة ، وشيدوا البناء ، وسفكوا الدماء ، واستعملوا السفهاء على الأحكام ...... وحليت المصاحف ، وزخرفت المساجد ..... وعملت المعازف ، وشربت الخمور ..... ولبسوا جلود الضأن على قلوب الذئاب ، وقلوبهم أمرُّ من الصبر وأنتن من الجيفة ، والتمس طمع الدنيا بعمل الآخرة ، وتفقه لغير الدين ، فالنجا النجا ، الجد الجد ، هربًا من الناس . نعم أخوتي الأعزاء فأئمة الضلالة لهم الدور البارز والرئيس في المؤامرات التي تحاك ضد الحق وأهل الحق في كل عصر ، ولا نخص طائفة أو مذهب معين بل نقصد كل من وقف ضد الحق وحاول التضليل عليه وخداع الناس وتحريض السلطات الحاكمة للقضاء عليه والتخلص منه فهذا يعتبر من مصاديق أئمة الضلالة ، فالحذر الحذر من الانخداع بأقاويل وأباطيل مثل هؤلاء بل صدقوا بالدليل لأن الحق مع صاحب الدليل دائمًا وأبدا وكونوا عباد الله مؤمنين واعين لا يغرنكم دعاة التضليل بل كونوا عباد الدليل واعقلوا الكلام عقل رعاية لا عقل رواية فإن رعاته قليل ورواته كثير والحمد لله على كل حال ، السلام على الإمام الشهيد المظلوم المهضوم المسموم موسى بن جعفر الكاظم-عليهما السلام- يوم ولد ويوم عاش طريدًا شريدًا سجينا ويوم استشهد مسمومًا مظلومًا ويوم يبعث حيًا ورحمة الله وبركاته وهذا جاء في كتاب نزيل السجون للمحقق الصرخي الحسني.
الإمام الكاظم تقوى وعلم
كان إمامًا تقيًّا نقيًّا زاهدًا عابدًا ناسكًا مخلصًا عالمًا عاملًا آمرًا بالمعروف ناهيًا عن المنكر، كان أمانًا حجّة شافعًا رحمة للعالمين.
مقتبس من كتاب (نزيل السجون) لسماحة السيد الأستاذ الصرخي الحسني - دام ظله -
https://mrkzgulfup.com/uploads/158442976419781.png وهذا أكيد ومؤكد يتجدد ويحدث مع الإمام المهدي-عليه السلام -المنتظر العالمي الإنساني المعتدل الوسطي من أئمة الضلالة والانحراف ومن كل الجهات الشرقية والغربية لأنه مصداق جدي فخر الكائنات الرسول الأعظم-عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة والسلام- وحفيده الإمام موسى بن جعفر-عليه السلام-.