المحقق الأستاذ:عَبْدَ اللهِ بْنَ حَازِم المُتَوَفِّي قَبْلَ تَوَلّدِ هَارُون الرَّشِید َقَبْلَ مِئَةِ عَامٍ مِن تَوَلِّي هَارُونَ الخِلَافَة َيَسْتَحِيلُ أنْ يَرْوِيَ عَن الرَّشِيد؟!
بقلم عادل السعيدي
كل هذا كذب نفاق ودجل وإشاعات وخرافات وأساطير كشفها المحقق الأستاذ الصرخي في التراث والموروث الإسلامي والعقائد والتاريخ الإسلامي وخاصة الشيعي ومازال البحث والتحري والتحقيق والتدقيق والتصحيح مستمراً ومنقطع النظير حيث قال :
قَالَ المُفِيدُ... قَالَ ابنُ عَائِشَة: {حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ خَازِم [حَازِم]}
أ- بِكُلِّ سُهُولَةٍ سَتَجِدُ فِي كُتُبِ الرِّجَالِ وَالتَّارِيخِ أنَّ [عَبْدَ اللهِ بْنَ حَازِم(خَازم)] كَانَ قَائِدًا وَوَالِيًا عَلَى خُرَاسَان، وَقَد تَمَرَّدَ عَلَى الأمَوِيِّينَ، وَبَايَعَ عَبْدَ اللهِ بْنَ الزُّبَيرِ، وَتَوُفِّيَ سَنَة(۷۱هـ) فِي خِلَافَةِ عَبْدِ المَلِكِ بْنِ مَرْوَان، وَدُفِنَ بِخُرَاسَان بِنیسَابُور[أنظر: تاریخ الطبري٤، البداية والنهاية۸لابن کثیر، تاریخ ابن خلدون۲(مقتل ابن حازم بخراسان)، الاستیعاب لابن عبرالبر]
بـ - أي: إنَّ هَذَا(عَبْدَ اللهِ بْنَ حَازِم) المُتَوَفِّي سَنَة(۷۱هـ) قد تُوُفِّيَ قَبْلَ تَوَلّدِ هَارُون الرَّشِید سَنَة(۱٤٥هـ أو ۱٤۹هـ) وَقَبْلَ مِئَةِ عَامٍ مِن تَوَلِّي هَارُونَ الخِلَافَة سَنَة(۱۷۰هـ)، فَيَسْتَحِيلُ أنْ يَرْوِيَ عَن الرَّشِيد؟!
جـ - عَلَى فَرْضِ وُجُودِ ابْنِ عَائِشَة، وَفَرْضِ صَحَّةِ صُدُورِالرِّوَايَةِ عَنْهُ، فَإنّهُ عِنْدَمَا تَحَدَّثَ عَن [يَاسِر] فَقَد عَرَّفَه بِـ[رَحّال الرَّشِيد]، قَالَ{فَرَأَيْتُ بِهَا "يَاسِرًا" رَحّال الرَّشِيد..فَجَرَى الحَدِيثُ إلَى أنْ قَالَ(يَاسِر): قَالَ لِي الرَّشِيدُ..} وَهَذَا وَاضِحٌ وَضَرُوړِيّ لِأنَّ المُعتَاد أنَّكَ لَا تَجِدَ اسَْم [يَاسِر] فِي كُتُبِ الرِّجَال، لَا مُسْتَقِلًّا وَلَا بَيْنَ أسْمَاءِ أسَاتِذَة ابْنِ عَائِشَة وَمِمَّن رَوَى عَنْهُم!!
د - لَكِنّ ابْنَ عَائِشَة لَمْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عِنْدَمَا ذَكَرَ [عَبْدَ اللهِ بْنَ خَازِم]، قَالَ{حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ خَازِم [حَازِم]، قَالَ(ابْنُ خَازِم): خَرَجْنَا يَوْمًا مَعَ الرَّشِيد..}، خَاصَّةً أنَّهُ اسْتَخْدَم لَفْظَ {حَدَّثَنِي}، وَهَذَا ظَاهِرٌ أوْ رَاجِحٌ فِي كَوْنِه مِن الرِّوَاة وَلَيْسَ مِن عُمُومِ النّاس أوْ العَامِلِينَ فِي البِلَاط العَبَّاسِيّ!!
هـ - الظاهرُ أنَّ المُدَلِّسَ الأوَّلَ لَم يَضْبطْ عَمَلَهُ، وَمِن هُنَا يَأتِي دَوْرُ المُدَلِّسَة اللّاحِقِينَ لِلْبَحْثِ عَنْ شَخْصِيَّةٍ وَاقِعِيَّةٍ مُحْتَمَلَةٍ لِتَطْبِيقِ الاِسْمِ عَلَيْهَا!!
و - هُنا يَحْتَاجُ المُدَلِّسُ المَاكِرُ إلَى أنْ يَصْرِفَ النَّظَرَ عَن "ابْنِ خَازِم" السَّابِق المُتَوَفِّي سَنَة(۷۱هـ)، إضَافَةً لِجَعْلِ الاسْمِ يَدُلُّ عَلَى شَخْصِيَّةٍ وَاقِعِيَّةٍ وَلَو لَمْ تَكُنْ مُوَثَّقَةً، فَتَكُونُ الرِّوَايَةُ عَن شخصٍ غيْرِ مَوثوقٍ بَدَلًا مِن أنْ تَكونَ رِوَايَةً عَنْ مَجْهُولٍ أوْ عَن الجِنِّيَّة سَحِيقَة الشِّيرَازِيَّة الأخْبَارِيَّة!!
ز - تمت إضَافَةُ اسْمِ [خُزَيْمَة] إلَى إحْدَى النّسَخ، وَثُبِّتَ فِي السَّنَدِ [عَبْدُ اللهِ بْنُ خَازِم بْنِ خُزَيْمَة]!! وَنَسَبُوا ذَلِكَ إلَى ابْنِ طَاوُوس فِي فَرْحَة الغَرِيّ: {قَالَ(ابْنُ عَائِشَة): حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ خَازِم بْنِ خُزَيْمَة، قَالَ: خَرَجْنَا مَع الرَّشِید}[فَرْحَة الغَرِيّ لابْنِ طَاوُوس]،
- ذِهَابُهُم إلَى "فَرْحَة الغَري" يَكشِفُ أنَّ اسْمَ [خُزَيمَة] لَمْ يُذْكَزْ فِي أيِّ مَخْطُوطَةٍ لكتاب "الإرشَاد"، فَاضْطَرّوا لِلتَدْلِيس فِي "فَرْحَةِ الغَرِيّ" ثُمَّ اسْتِخْدَامِه فِي الإرْشَاد!!.