بقلم :قيس المعاضيدي
في خضم عتمة الجاهلية، وفوضى التسلط الجاهلي ،والظلام الدامس في دكتاتورية الجهل ليدير دفة الحكم ،الذي لايعرف العلم والحرية واحترام كيان الإنسان ،إلا من كان يتمتع بسلطة المال ومن وجهاء المتسلط .في مجتمع الضعيف لادور له إلا تقديم فروض العبودية لحكام الشرك والصنمية ،ولامستقبل غير ذلك .فأصبح واقع حال عند البعض ممن سَئِمَ الحال .ولكن من بين تلك الركام و خراب النفوس، واليأس والركون والذلة والفقر والعوز، وعبادة الأصنام بحكم الظالم دون نقاش وإلا يقام عليه الحد ويوأد أمام أنظار الناس .ولد العلم وظهر الحق بنور ساطع وإرادة لاتعترف بالكتاتورية الفكرية والقوة الغاشمة ،فإنهارت أمام أول مواجهة مع الحق (اتوني بعشر سور آو آية ) فانكشف وبان زيفها وفشلها فعلقت أوساخها الجاهليه بدل قصائدها على جدران العنف والتشريد فاتحد أصحاب الجهل والصنمية ليردوا على النور بضربة رجل واحد زعماً منهم أن الحق سيزول وينهار ولكن اصطدموا بصخر صلب وإرادة أو أوجعتهم ردًا وسفعاً . فجيشوا وأكلوا الأكباد لامخافة من عرف الله -سبحانه و تعالى - حق معرفته فخسروا المعركة العسكرية المادية أيضًا أمام قيادة الحق الإلهي ،ذلك هو مبعث رجل أمي شديد المراس عادل ورحوم متمم للأخلاق ، لاتأخذه في الله لومة لائم .وهو لطف الباري-عزوجل- لينتشل الناس من الظلمة إلى العلم والحق المبين ليكون مجتمع مثالي على أسس إلهية تعطي لكل فرد حقه ولايضيع عمل عامل .ومن بعده أتت مدرسته العلمية الأخلاقية لتوسع من حلقات الدرس التوعوي الأخلاقي الوسطي إلى جميع أرجاء المعمورة وفي كل العصور والأزمان بأولياء الله الصالحين ليقارعوا التكفير والإلحاد وعباد الأشخاص الذين سرقوا حقوقهم بوسائل دينية دنيوية دنيئة تخجل منها الخسة والنذالة نفسها
!
فبلحاظ ذلك نستذكر المبعث الإلهي الذ ي حمل الرسالة الإلهية العادلة ، لننتسب إليها بالقول والفعل الصاديقين ، وننشد سويا ً السلام عليك يا سيدي الرسول الأكرم يا حجة على الناس، بكَ خُتمت كل الرسل، بُعثت لإتمام كلّ خُلُق، والبارئ خصّك للخَلق بالقدوة الأمثل، بكَ علّمنا الله مبادئ تعبّدنا له، ومبعثك سيدي للبشرية أعظم أمل، أسقطتَ عروش الجاهلية بعلمك، وتحطم إيوانٌ تلو آخر بسيفك المتبتل، جمعتَ لواء الله في الأرض، وما زادك المشركون إلا عزمًا حين عاندوك بالجهل، فلنبارك ولنبتهج بعطر هذه الذكرى الندية، ونهنئ آل الرسول، لاسيّما قائمهم منقذ البشرية، مبتهلين لله ونشكره ، فرحين مفتخرين بالبعثة المحمدية، وبمولد المفكر الإسلامي الصرخي حامل لواء الاعتدال والوسطية.
https://www.facebook.com/photo.php?fbid=852989925217429&set=gm.1600805960058904&type=3&eid=ARDLQCffzKlPJu8IThrs4zZfQVW6Ztzcfqf11tylApItzeP9dYyY19Rr_iEWPi7RixMRd3ADWkgrnr2m&ifg=1