بقلم :قيس المعاضيدي
في الأزمات تتفكك أنظمة وتنهار أخرى ، وتظهر أقوام وطوائف وأحزاب ومليشيات وكلها مستفادة من الفوضى العارمة ،ويختلط الحابل بالنابل .لكن المفكر والعالم يمتلك نظرة استقصائية وتقيمية في وقت المحن وإنهيار الأنظمة .ولكن ينقصها التطبيق لأن فرص النجاح قليلة أو معدومة .ولكن هذا لايعني الإنكفاء بل استغلال أقرب فرصة وإن كانت قليلة بنشر التعاليم الدقيقة والمنجية للحفاظ على القلة الباقية حتى لاتنحرف ولأخذ العظة والعبرة .ومن هذا المنطلق يرى المفكر الإسلامي المعاصر الصرخي لابد من كشف ألاعيب المجاميع الاجرامية التكفيرية الانحرافية لأنه من صميم وظيفته أمام الله - سبحانه و تعالى - حيث ذكر في تغريدته لماذا اشتهرت ما يسمى بالسلوكية في وقت الصدر الثاني والتصق اسمها به ؟.إليكم مقتبس منها .قائلا :
((في خُطبَةِ الجُمُعَة ١٦، قالَ الأستاذُ الصّدر (رحمَه الله): {ما يُسَمى بالسّلوكِيّين الّذينَ أصبَحَ أمرُهم مَشهُورًا وَعَلَنيًا.. انّهم يَأمرُون النّاسَ بالتّخَلّي عَن عقولِهم وَعَزْلِ تَفكِيرِهم وَالطّاعةِ العَميَاء لَهُم}، فَالسّلوكيّ يقودُ أتباعَه كالقَطِيعِ ويُسَيطرُ عَلَيهم بالتّجهِيلِ وإلغَاءِ العَقلِ والاستِخفَاف!! قال تَعالَى: {فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ}[الزّخرف ٥٤] إنّ السّلُوكِيّةَ نَالَت شُهرةً كَبيرَةً حِينَ تَصَدّی استَاذُنا الصّدر الثّانِي (رض) لِلمَرجَعِيّة، وَقَد التَصَقَ اسمُها بِه!! وَقَد ذَاعَ الصّيتُ السَّيّئُ لِلسّلوكيّين وانحِرَافَاتِهم الفِكرِيّة وَالأخلَاقِيَّة الّتي لَاتَتَوَقّفُ عِندَ تَبَادلِ الزّوجَات وَالّلواط، فَضلًا عَن شرْبِ الخُمُور وَتَعَاطِي المُخَدِّرَات.. وَتَرْكِ الصَّومِ وَالصّلاةِ وَبَاقِي الوَاجِبَات!! المَنظومَةُ الفِكرِيّةُ للحَرَكَةِ السّلوكِيّة تُوَظَّفُ الدّينَ لإبَاحَةِ المُحَرّمَات، وَتَرْكِ الوَاجِبَات، وَلِتَبرِيرِ الظّلمِ وَالقُبْحِ وَالفَسَاد بِتَفسِيرَاتٍ بَاطِنِيّةٍ بَاطِلَة! والسّلوكِيّةُ، بِهذا المَعنَى، لَهَا امتِدَادَاتٌ تَارِيخِيّة سَبَقَت الإسلَام، وَلَازَالَت مَوجُودَة فِي مُختَلَفِ الأديَان!! وَتَشتَرِكُ الحَرَكاتُ السّلُوكِيّةُ عَادةً بِمَا يَرجِعُ إلَى مَعنَى وَعِنوَان المُخَلّصِ الّذي يَخرجُ بَعدَ أن تُملَأ الأرضُ ظُلمًا وَجَورا.. وَهُم يَعمَلُونَ عَلَى نَشْرِ وَبَسْطِ الظُّلْمِ والجَوْرِ کَي يَخرُج المُخَلّص!! وَلِذَلِك، فَإنّ مَا يَقومُونَ بِهِ مِن إفسَادٍ وَإجرَامٍ وَإرهَابٍ، يَدخلُ عِندَهم تَحتَ عِنوَان الإيمَانِ والتّدَيّنِ والعَقِيدَةِ والتّمهيدِ وَتَحقِيقِ شروطِ ظهورِ المُخَلِّص!! فَلَا يَستَغرِب أحَدُكم مِن حَدِيثِهم عَن الإيمَانِ وَالتَّقوَى وَالشّرفَ وَالصّلَاح، وَمِن مُحَاسَبَتِهم النَّاسَ وَقَهرِهم وَقَتلِهم تَحتَ عِنوَان الأمْرِ والنّهي والإصلَاح، مَادَامَ هؤلاءِ النّاسُ غيرَ مُنتَمِينَ لَهُم!! أمّا لَو كُنتَ مَعَهم وَعَلَى عَقيدَتِهم فَسَيَحِلُّ الإجرَامُ وَالغَدْرُ والإفسَاد!! لَقَد حَذّرَ شَهِيدُنَا الصّدرُ مِن السّلوكيّين أشدَّ التَّحذِير، ))
في الأزمات حيث الفوضى يعمل أصحاب الانحراف والتخريب بوضع عين على نهب الثروات والتدمير ،وعين أخرى على مراقبة أصحاب الحق والتضييق عليهم ،لأن وجوده يقلقهم ولأنه لم يهادنهم .فيأخوا بمحاربته ومطاردته والتعتيم عليه وإقصائه ،وهذا ماهو موجود !!
https://twitter.com/Alsrkhy.../status/1247093438660648960...