المحقق الأستاذ يغرد: الأعلم بالأصول َوقراءة تاريخية للاجتهاد أستاذي الصدر الثاني
بقلم مصطفى القريشي
يواصل المرجع المعلم الأستاذ السيد الصرخي الحسني النقاش والحوار العلمي الأخلاقي الشرعي والقراءة التاريخية الصادقة الحيادية بالأمانة والصدق والنقل والثقة العالية عن دراسة واجتهاد وآثار وكتب ومؤلفات أستاذ السيد الشهيد الصدر الثاني حيث قال :-
أستاذُنَا الصّدرُ(رض)..عالِمٌ ناصِحٌ..غَيرُمَعصُوم" 11- الأعلَمُ بِالأصول.. مُجتَهِدٌ...وَلكِن!! قَال الأستاذ(رَحِمَه الله):{تَقرِيبًا (1977م) أو (1978م)..جَمَاعَة مِن الأصدِقَاء، قَالوا لِي نُرِيدُك أن تُدَرّسَنا بَحْثَ خارج، دَرْس خَارِج فِقه، فَقُلتُ لَهُم: لَا بَأس..واستَمَرّ الدّرسُ شَهرَين أو ثَلاثَة، مَسألتَينِ أو ثَلاثَ أو أربَعَ مِن كِتابِ الطّهَارَة...فَوَجَدْتُ أنّي مُجتَهِدٌ...فَلِمَاذا أنَا لَستُ بِمُجتَهِد؟! فَعَلِمتُ بِاجتِهادِي فِي ذلِك الحِين! قَد أكونُ مُجتَهدًا قَبلَ ذلِك أنَا لَا أدرِي!}!![لقاء الحنّانة1، مواعِظ ولِقاءات:19] حَادِثة لَا تَخلو مِن الغَرابَة!! فأينَ المَطَالِب الأصولِيّة؟! وَأينَ إكمالُ دَورَة أصولِيّة وَزِيادَة؟! وَأينَ الفهْمُ وَالاستِيعابُ لِلبحوثِ الّتي تَكشفُ عَن الإجتِهَادِ والأعلَمِيّة عَلَى الخوئي وَبَاقِي المَراجِع والمُجتَهِدِين؟! قَال (طَيّبَ اللهُ ثَرَاه):{حَضَرتُ بَحثَ خَارِج (الصّدر الأوّل) دَورَةً وَنصفًا أو أكثَر، دَورَةً وَثَلاثَة أربَاع فِي الأصول..هذا تَارِيخ حضورِي، نقول (1966م) أو (1965م)..وَبَعدَ حضورِه(بَحث الصّدر الأوّل) رُبّما بِأقَلّ مِن سَنَة..حَضَرتُ (دَورَة أصولِيّة عِندَ الخوئي) بَقيتُ فِيها الى جَمِيعِهَا تَقرِيبًا أو تَحقِيقًا قَد حَضَرتُ دَورَةً كَامِلَة عِندَ أعلَمِ المَوجودِينَ (الخوئي ومحمد باقر الصّدر) على الإطلاق..إذن فأنا أستوعب التأريخ العلمي والعقلي لعلم الأصول مع زياداتهم} [لقاء الحنّانة1، مواعظ ولقاءات:(16، 18] إذَن، فِي عَام (1965م) أو (1966م) حَضَر الأستَاذ بَحثَ الأصولِ عِندَ الصّدرِ الأوّل، وَبَعدَ أقَلّ مِن سَنَة حَضَرَ بَحثَ أصولِ السّيّد الخوئي.. وَأشَار(رَحِمَه الله) إلى أنّه إضَافَةً لِدَورةِ أصولِ الخوئي فإنّه قَد أكمَلَ ما يُقَارِب دَورَتَينِ أصولِيّتَينِ عِند استاذِهِ محمد باقر، أي أنه في عام (1976م) أو قبلَ ذلِك، كَان قَد أنهَى دَورَة أصولِيّة وَزِيادَة، وَبِهذا يَكون قَد حَصَلَ عَلى أرقَى البحوثِ عِندَ أعلَم ألأصولِيّينَ، فَاذا كَان الأستَاذُ فَاهمًا وَمُستوعِبًا لتلك البحوث الاستِدلاليّة العَميقَة، فَلِمَاذا لَم يَكتَشِف أنّه مُجتَهِد؟! وَلِمَاذا لَم يَكتَشِف أنّه قَادِرٌ عَلَى الاستِنباَطِ فِي الفِقْهِ مَادَامَ قَد تَمَكّنَ مِن الأصول، الّذي هُوَ مِقيَاسُ الأعلَمِيّة فَضلًا عَن الإجتِهاد؟! خَاصَّة، أنّ الأستَاذَ نَفسَه يُشيرُ وَيَستَدِلّ بِهذا المَعنَى بِلِحَاظِ فَلسَفَتِنا وَاقتصادِنَا وَبِلِحَاظِ مُؤلّفَاتِه كَالمَوسوعَةِ وَغَيرِها، لإثبَاتِ الاجتِهَادِ فِي الفِقْه!! فِي رَدّهِ عَلى إمكَانِ اعتِبارِ المَوسوعَة دَلِيلًا عَلى اجتِهادِه، قَالَ الأستاذُ(رَحِمَه الله):{الرّجل (قَدّسَ اللهُ روحَه الزّكيّة) عِندَهُ فَلسَفَتنا،وَعِندَه اقتصَادنَا جُزئَين،وَعِندَه كيت وَعِندَه كيت، فَكَان يَسألُ النّاسُ،هَل هذِه الأمورُ تَدلّ عَلَى اجتِهادِه أم لا؟ أنَا كنتُ أجِيبُ بِهذا الجَواب: أنّ المُستَوَى الذّهنِي الّذي يَستَطيعُ إنتَاجَ مثْل هذِه المَطَالِب..قَادِرٌ عَلى أن يَستَنتِجَ هُناك أيضًا بِنَفسِ هَذا المستَوَى..المُستَوى الذّهنِي الّذي سَاعَد عَلَى ذلك حَتمًا يُسَاعِد عَلَى المستَوَى الّذي يُسمّونَه بالاجتِهَاد فِي الفِقْه وَالأصول أكيدًا، فَأنَا كُنتُ أدافعُ عَن أستاذِي السّيّد الصّدر بِهذا الدّفَاع..فَإذا كُنتُم تُدافِعونَ عَنّي بِهذا الدّفَاع أيضًا اشكاله صَحِيح، الفِكرَة صَحيحَة فِي نَفسِها}!![لقاء الحنّانة1، مواعظ ولقاءات: 22] يَظهَرُ مِن كَلَامِه أنّ دِفَاعَه عَن استَاذِه كان قَبلَ حضورِه بَحْث استَاذِه وَإلّا لَكَان هُو مِن أهلِ الخِبرة وَشَاهِدًا عَلَى اجتِهَادِ استاذِه!! ثمّ أنّه قَبلَ أن يَكتَشِفَ أنّه مُجتَهِد، في السنة السابِقة والسنين التي سبقتها، لِمَاذا لَم يُجَرّب وَلَم يُحَاوِل الاستِنبَاطَ وَلَو فِي مَسألَةٍ وَاحِدَة، ولو في مسألة ابتلائية واحدة؟! وهل يُعقَل أنّ كلَّ ذلِك لم يَدفَعْه لِإجرَاءِ عَمَلِيّة استِنبَاط وَلَو وَاحِدَة؟! وَالسّؤالُ الأهَم، لِمَاذَا لَم يَكتَشفْ الاجتِهَاد وَالقدرَة عَلى الاستِنبَاط مِن خِلَال حضورِهِ البحوث العَمِيقَة لِأكثَر مِن عَشرِ سِنِين عِندَ أعلَم العُلَمَاء؟! تغريدة الصرخي الحسني في تويتر لمتابعة الحساب: AlsrkhyAlhasny@
أثبت المحقق الأستاذ الأعلم بالأصول من خلال هذه القراءة التاريخية إلى مراحل اجتهاد أستاذه الصدر الثاني ومسك الختام لماذا كل الحركات السلوكية والمرجئة المنحرفة ترفض علم الأصول لأنه يكشف زيفهم وكذبهم ونفاقهم من خلال تدقيق ودراسة وتصحيح كل الروايات الضعيفة والمرسلة ولايعترف بالأطروحات والآراء الشخصية.