خديجة ياخير المضحين على طريقها سار سيد المحققين
بقلم مصطفى القريشي
سارعلى طريقها ومنهجها حفيدها السيد المحقق الأستاذ بكل ماصدر منه من بحوث وآثار وكتب ورفض إلى كل أنواع الظلم والطغاة والمواقف ومحاضرات تاريخية عقائدية بالدفاع عن الإسلام المحمدي الأصيل وفعلا أصبح اليوم مصداقاً حقيقياً واقعياً لها في الرد العلمي الأخلاقي الشرعي الإنساني على كل حركات السلوكية المنحرفة أصحاب الدول والولايات والمناصب الدنيوية
خديجة يا خير المضحّين
يا من بُني الإسلام بأموالها، يا من ضحّت براحتها لأجل النبي المرسل زوجها، يا خيرَ والدة لفاطمة خير أمّ لأبيها، يا من اجتمعت خير النساء لأجل وضعها لسيدة نساء العالمين، يا من لجأ لها النبي من إعراض المستهزئين، خديجة يا خير المضحّين، خديجة يا خير النساء حين اختاركِ المصطفى للزواج بكِ، جدتِ بكل ما تملكين، أموالكِ، راحتكِ، نفسكِ، لأجل الرسالة ونبيّها، فبفقدكِ اليوم نواسي زوجكِ المبعوث رحمة للعالمين، وآله الغرّ الميامين، لاسيّما بقيّتهم منقذ المظلومين ومبير الظالمين، المهدي اليقين، والأمة الإسلامية جمعاء، والعلماء العاملين، وفي مقدّمتهم سيّد المحققين الصرخي المجاهد لأجل الدين.
10 رمضان ذكرى وفاة السيدة خديجة الكبرى-رضي الله عنها-
https://f.top4top.io/p_876o0ygd2.jpg دورها في نجاح الدعوة الإسلامية
مزجت السيدة خديجة-عليها السلام- بين الإيمان والعمل فكانت المصداق البارز للحديث الشريف "الايمان هو الإقرار باللسان وعقد في القلب وعمل بالأركان"[57] ومن هنا تراها قد امتثلت الأمر الإلهي وآيات الذكر الحكيم بكل رحابة صدر باذلة الغالي والنفيس في طريق الرسالة فلم يبقَ من مالها شيء إلا وقد وضعته تحت تصرف الرسول وما كانت تشعر- كما يقول سليمان كتاني- بأنها بذلت للنبي بل كانت تشعر بربحها لكنز وفير لا يدانيه كنز من كنوز الدنيا، والمتمثل بكنز الهداية المحمدية، وكانت تشعر بأنها تهدي حبّاً وحناناً لمحمد في مقابل السعادة العظمى التي تغمرها وهي في طريق البذل والعطاء.[بحاجة لمصدر]
وكان لدعمها المادي الدور الكبير في غنى الرسول والرسالة عمّا في أيدي الآخرين حتى عُدّ ذلك من النعم التي أنعمها الله تعالى عليه : ﴿وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى﴾[58]وكان يثمّن ذلك العطاء الوفير ويشيد بصاحبته قائلا: «ما نفعني مالٌ قطُّ، ما نفعني مالُ خديجة».[59] وكان يعتق بمالها الرقيق ويؤدي الديون عن الغارمين ويساعد الفقراء ويمدّ يد العون إلى المحتاجين وكان مصدر انفاقه في شعب أبي طالب وعند المحاصرة مال خديجة-عليها السلام- ومال أبي طالب حتى سجلت ذلك لنا المصادر التاريخية قائلة «فأنفق أبوطالب و خديجة جميع مالهما»[60] ومن الشواهد على ذلك أن أبا جهل بن هشام كان- فيما يذكرون- لقي حكيم بن حزام بن خويلد ابن أسد، معه غلام يحمل قمحا يريد به عمته خديجة بنت خويلد، وهي عند رسول الله ، ومعه في الشّعب، فتعلّق به وقال: أتذهب بالطعام إلى بني هاشم؟ والله لا تبرح أنت وطعامك حتى أفضحك بمكة. فجاءه أبو البختري ابن هاشم بن الحارث بن أسد، فقال: مالك وله؟ فقال: يحمل الطعام إلى بني هاشم، فقال له أبو البختري: طعام كان لعمّته – أي خديجة- عنده بعثت إليه فيه، أ فتمنعه أن يأتيها بطعامها!.[61]
لقد امتازت سيدة الحجاز بالعطاء والسخاء وسائر الأخلاق الحميدة. فقد وضعت ثروتها الطائلة تحت متناول الرسول ليبذلها في سبيل إنقاذ البشرية والمحرومين من الظلم والتعسّف فشمل عطاؤها اليتامى والجياع و... ويكفي في قيمة هذا العطاء والبذل أن الباري تعالى امتدحه وعدّه من النعم التي أنعم به عبده الكريم محمد بن عبد الله .[62] وكان الرسول لايفتأ يذكر ذلك السخاء والبذل باجلال كبير
لقد عاضدت السيدة خديجة-عليها السلام- رسول الإنسانية في حركته منذ الساعات الأولى للبعثة وحتى رحيلها عن هذه الدنيا، وكان لمساندتها الدور البارز في تقوية واستحكام الجبهة الداخلية للجماعة المؤمنة فكانت المثل الأعلى للمؤمن الرسالي الثابت القدم الراسخ العقيدة، ومن هنا نالت وبجدارة كبيرة لقب الطاهرة والصديقة وسيدة نساء قريش وخير النساء وأمّ المؤمنين، وغير ذلك من الألقاب الكبيرة
ومسك الختام في كل الزمان وعصر الابد من مصداق حقيقي واقعي مضحي بكل غالي ونفيس من أجل مبادىء وقيم والذود عن حياض الإسلام المحمدي الإنساني العالمي الوسطي المعتدل واليوم أصبح السيد المحقق الأستاذ عنواناً ومصداقاً لكل الرسالات السماوية وإلى تضحيات وجهاد السيدة المعصومة الخديجة الكبرى-عليها السلام-.
https://f.top4top.io/p_876o0ygd2.jpg...