المرجع المحققِ: من أين التّسلِيك والعِرفانِ والمشيَخة والعِصمة لِلأستاذ
بقلم مصطفى القريشي
يواصل المحقق الأستاذ الابداع العلمي في التحقيق والتدقيق والتصحيح والدفاع عن أستاذ الشهيد الصدر الثاني وينفي وجود أي عصمة له بأنه رجل صالح ناصح أمين يصدر منه السهو والنسيان والخطأ ولماذا هذا الاستغلال له من قبل كل الحركات السلوكية المرجئة وماذا يستفيد الأستاذ من كل هذه الأعمال التسليك العرفان والمشيخة والعصمة في جوار ربه هذا ماجاء في تغريدة المحقق المرجع على حسابه بتويتر:-
[11] مَن الّذي يَقرأ..الرّجل أو رأس الحسين؟!
{رَأس على رُمْحٍ..رَجُل يَقرأ سورة} معنى يفهمه.. ثالث ابتدائي! لِماذا خالَف.. العِلم والّلغة والعُرف؟!
مِن أين التّسلِيك والعِرفانِ والمشيَخة والعِصمة لِلأستاذ؟ {لِمَ تَعِظونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُم أَوْ مُعَذِّبُهُم عَذابًا شَديدا}
[11] قالَ المِنهال: {رَأيتُ رَأسَ الحُسَين -عليه السلام- على رُمحٍ وأمَامَهُ رَجُلٌ يَقرَأ سورَة الكَهَف} التفِت، لَيسَت مُزحَة لكِنَّها الفِتَن، والجَّميعُ مَسؤولٌ أمَامَ الله -سبحانه-!! ثَقّل ميزان حَسَناتَك بِطَلَبِ العِلمِ ونُصرَة الدّين، وخُذ مُقتَبس الرّوايَة وَاعرِضهُ على أعِزّائنا الصّغار، مِمّن لَم يُكمِل الصّفِّ الثالِث الإبتِدائي، اعرِضهُ علَيهِم بِأيّ لَهجَةٍ أو لُغَةٍ شِئتَ، واسألهُم عن الّذي يَقرَأ سورَةَ الكَهفِ!! هَل أنَّ القارِىء للسورَةِ الرَّجُلُ أو رأسُ الحُسَين -عليه السلام-؟!.
في مَوقِفٍ مُؤسِفٍ وغَيرِ مَسبوقٍ في تأريخِ العِلمِ واللّغَةِ والعُرفِ، فإنَّ السيّدَ الأُستاذَ الصّدر -رحمه الله- يُخالِفُ البَديهَةَ بكلِّ إصرَار، فيُنكِر أن يَكونَ الرّجُلُ هُوَ الّذي قَرأ القُرآن.. ويُؤكّد على أن الرأسَ هُوَ الّذي قَرأ!! قال: {إنَّ فاعِلَ يَقرأ في قَولِهِ (يَقرأ سورَة الكَهَف)... يَعودُ الى رأسِ الحُسَين -عليه السلام- }!! لماذا؟!.
الجّوابُ بِكلّ وضوح، لِكَي لا يَصلَ العَددُ الى [8] (ثماني روايات) لأنَّ الـ [7] يَجِب أن تَبقى [7].. حِفاظًا على مَشاعِرِ الجِنّي وكَرامَتِهِ وعِصمَتِه!! وحِفاظًا على هَيبَةِ الجَلسَة ومَشروعِيّتها والتَغريرِ بها!! لكِن هَيهَات هَيهَات..
الحِكايَةُ تُشيرُ الى أحَدِهِم، ويُحتَملُ أنّهُ كانَ فَرِحًا مُستَبشِرًا كأيِّ إنسانٍ عاقِلٍ سَويّ، قَد وَجَدَ روايةً إضافيّة، رَواها الأُستاذ نفسُه، تُشيرُ الى تَكَلّمِ رأسِ الحُسَين والتي سَتزيدُ من القيمَةِ الإحتِماليّة والنّسبَة التَصديقيّة بالنِسبَة الى تَكلّمِ الرّأس ولِعَددِ مَرّاتِ التَكَلّم، لكِنَّ المُفاجأة في مَوقِفِ الأُستاذ الّذي رَفَضَ ذلِكَ بِكلّ إصرار وَلَو خالَفَ البَديهَةِ عُرفًا ولُغَةً ومنطِقا!! فجاءَ الى إحدى الرواياتِ السّبعَة، المُشار إلَيها أعلاه، وقالَ فيها بأنَّ الرأس هوَ الّذي يَقرأ ولَيسَ الرّجل، فَيَنتُج أنّها تُشيرُ الى نفس مَعنَى الرّوايَة الثامِنَة، فَتَدلّ الروايَتانِ على مَعنىً واحِدٍ وحادِثَةٍ واحِدَةٍ!! فَيرجِعُ العددُ الى [7]!! يَبقى السّؤالُ، لماذا؟!.
بِحسَبِ ما شاهَدتُه مِن الأدلّةِ والقَرائنِ، وَلَو على نَحوِ الأُطروحَةِ والإحتمالِ!! يَكونُ الجّواب: إنّ كُلّ ذلكَ من أجلِ الحِفاظِ على مِصداقيّةِ الجِنّي دائمًا لإضفاءِ مشروعِيّة لِجَلَساتِ تَحضيرِ الجِن وأخذِ العَقيدَةِ والتّشريعِ منها!! من أجلِ أن يُثبِتِ الأُستاذ -رضي- إدّعاءَهُ بأنَّهُ من شيوخِ العِرفانِ والتَسليك، وأنَّهُ صادِقُ ومَوثوقُ العِرفانيّة المُتجَسّدة بِجَلَساتِ تَحضيرِ الجِنّ وأخَواتِها!!.
أستاذُنا الصّدرُ مُجتَهِدٌ وصارَ في جِوارِ رَبّهِ الغَفورُ الرّحيمُ، إذَن، فالكَلامُ مُوَجّهٌ الى السَّحَرَةِ المُشَعوِذينَ المُستأكِلينَ باسمِ الأُستاذ، حَيثُ كانَ -رحمه الله- يقول: {دُخولُ الإحتِمالِ يُبطِلُ الأستِدلالِ}!! فمِن أينَ جِئتُم بِدَعوى التَسليكِ والعِرفان والمَشيَخَة والعِصمَة للأُستاذ؟! ومِن دونِ ذلكَ خَرطُ القَتاد!! قالَ اللهُ القَويّ العزيز: {وإذ قالَت أُمّةٌ مِنهُم لِمَ تَعِظونَ قَومًا اللهُ مُهلِكُهُم أو مُعَذِّبِهُم عَذابًا شَديدًا قَالوا مَعذِرَةً الى رَبّكُم وَلَعَلَّهُم يَتَّقون}[الأعراف: 16].
بالعلم والأخلاق والتحقيق والتدقيق والتصحيح العلمي الأخلاقي الشرعي الوسطي المعتدل ينتصر المفكر الإسلامي المعاصر إلى الإسلام المحمدي الأصيل ويقتلع كل جذور الحركات السلوكية المرجئة أصحاب الدول والولايات والمناصب الدنيوية إلى الأبد وأسدل الستار عليها.