الموقف الشرعي لحكم التبرّع بالبلازما للشفاء من مرض كورونا في فقه المرجع الصرخي
بقلم مصطفى القريشي
إن كل الشرائع السماوية والرسالات التي جاء بها كل الإنبياء والرسل ودافع عنها الأئمة الصالحين- عليهم الصلاة والسلام- والعلماء العاملين الناطقين الرافضين لكل أنواع الظلم والفساد والطغاة طوال الأزمان والعصور هي من أجل خدمة الإنسانية والأمم والشعوب وتحقيق السعادة في الحياة الدنيا والآخرة وجاء في الحديث النبوي الشريف عن فخر الكائنات الرسول الأعظم -عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة والسلام- قال(عن جابر، عن رسول الله- صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم- أنه قال: ((لكل داءٍ دواءٌ، فإذا أُصِيبَ دواءُ الداء، بَرَأَ بإذن الله- عزَّ وجل-) صدق رسول الله
ولهذا كان لابد من بيان الموقف الشرعي الديني من هذا الأمر، وبطبيعة الحال أن خير من يبين هذا الموقف هو المرجع الديني الأعلم، وبما أن السيد الصرخي الحسني هو المرجع الأعلم على الإطلاق قد بين الموقف الشرعي إزاء هذا الأمر، وذلك من خلال جوابه على استفتاء رفع له بهذا الخصوص ، وهذا نص الاستفتاء ونص الجواب :-
حكم التبرّع بالبلازما للشفاء من مرض كورونا
يرجى الجواب عن هذا السؤال المتعلق بوباء كورونا (كوفيد-19) والمكوّن من شقّين:
الشقّ الأوّل : يقول الأطباء: إن الشخص المعافى من هذا المرض يكون سببًا لشفاء غيره من خلال تبرّعه بالبلازما (الدم) وكلٌّ حسب فصيلته، ولقلة المتبرّعين سنخسر أرواحًا كثيرة، فهل تُلزمون الشخص المعافى بالتبرّع لهذا الغرض، علمًا أن هذه العملية ( التبرع بالدم ) لا تسبب له أيّ مضاعفات ولا تسبب له أيّ ضرر ؟
الشقّ الثاني من السؤال : هناك أشخاص يشترطون مبلغًا ماديًّا إزاء التبرع (بالبلازما) فهل يجوز هذا العمل؟ وما حكم الأموال المأخوذة عوضًا عنه؟
أفتونا حفظكم الله ذخرًا للإسلام والمسلمين.
بِسْمِهِ تَعَالَى:
الشقّ الأوّل: وجوب دفع الضرر وإنقاذ الناس على نحو الوجوب الكفائي.
بمعنى: لو قام شخص أو جماعة بهذا التكليف كفى، وعلى فرض السؤال إذا ثبت علاج وإنقاذ المصابين بهذه الطريقة المذكورة فيجب تقديم الخدمة والقيام بهذا الفعل مِن قِبل مَن يتمكّن من ذلك من دون ضرر، ولا يجوز لأحد ترك هذا الفعل إذا كان تركه يؤدّي إلى ضرر أو موت يلحق بالآخرين.
الشقّ الثاني: يجوز إعطاء الدم إلى المرضى المحتاجين إليه، ويجوز أخذ العوض في مقابله.
https://www.facebook.com/photo/?fbid=1639556449530115&set=a.951044778381289 إذن كل الأموروالأزمات والفتن التي مرت وتمر على الإنسانية والأمم والشعوب لها حل وعلاج تام في الشرائع السماوية وخاصة الشريعة الخاتمة الإسلامية المحمدية إلى فخر الكائنات -عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة والسلام- وكما جاء في قوله تعالى (وما أرسناك إلارحمة للعالمين))صدق الله العظيم.